ما أسباب الإصابة بالصداع الوضعي وما طرق العلاج ؟

يعاني العديد من الأشخاص من آلام في الرأس عند الوقوف أو النهوض من السرير، وهذه الحالة تُعرف باسم "الصداع الوضعي"، وهي عرض يستحق الاهتمام والمتابعة الطبية الدقيقة.

وأوضح الدكتور سكوت أوين، لموقع “Cleveland Clinic” الطبي، أن ألم الرأس الذي يظهر عند تغيير وضعية الجسم غالبًا ما يكون مؤشرًا لـ حالة مرضية كامنة. وفي معظم الحالات، يكون الأمر بسيطًا مثل الجفاف، إلا أنه في بعض الأحيان قد ينذر بمشكلة صحية أكثر خطورة.

لماذا نشعر بالصداع عند الوقوف؟

يُعرّف الصداع الوضعي بأنه ألم في الرأس يظهر تحديدًا عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. ويُعرف أيضًا بمصطلحي "صداع الوضع" أو "صداع الوقوف". ويشير مصطلح "الوضعي" هنا إلى الوضعية المستقيمة أو المنتصبة للجسم.

وبيّن الدكتور أوين أن الصداع الوضعي يُصنف ضمن الصداع الثانوي، بمعنى أن ألم الرأس ليس هو المشكلة الأساسية، بل عرض لحالة طبية أخرى، ويختلف هذا النوع عن الصداع الأولي، مثل صداع التوتر والصداع النصفي، حيث يعتبر الصداع الأولي حالة مرضية قائمة بذاتها وليست عرضًا لمشكلة صحية أخرى.

أعراض الصداع الوضعي

العرض الرئيسي للصداع الوضعي هو الشعور بألم في الرأس عند الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء. غالبًا ما يوصف هذا الألم بأنه مؤلم أو نابض، وقد يختفي أو يتحسن بشكل ملحوظ عند الاستلقاء. 

وفي بعض الحالات، قد يتفاقم ألم الرأس تدريجيًا مع ممارسة الأنشطة اليومية الروتينية.

وأشار الدكتور أوين إلى أن "موقع الألم في الرأس قد يختلف بناءً على السبب الكامن وراء الصداع الوضعي، إلا أن معظم الحالات تؤثر على جانبي الرأس.

ما هي الأسباب الكامنة وراء الصداع عند الوقوف؟

يمكن أن تنجم الإصابة بالصداع الوضعي عن مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بعضها بسيط وغير مقلق، والبعض الآخر قد يكون أكثر خطورة.

الجفاف: إذا كنت تعاني من صداع يستمر طوال اليوم ثم يختفي في اليوم التالي، فقد يكون ذلك إشارة إلى حاجة جسمك إلى المزيد من السوائل. 

وأكد الدكتور أوين أن الجفاف يمكن أن يكون سببًا للعديد من أنواع الصداع. بالإضافة إلى الصداع عند الوقوف، قد يصاحب صداع الجفاف أعراض أخرى مثل البول الداكن، والدوخة، وجفاف الفم، والإرهاق، وتشنجات العضلات. وعلاج هذا النوع من الصداع الوضعي بسيط ويتمثل في شرب كميات كافية من الماء.

 تسرب السائل النخاعي: قد يكون الصداع الوضعي المستمر لفترة طويلة أو المتكرر (المزمن) علامة على وجود تسرب في السائل النخاعي (CSF) عبر فتحة في الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، والتي تُعرف باسم الجافية. 

يلعب السائل النخاعي دورًا حيويًا في تخفيف الصدمات وحماية الدماغ والحبل الشوكي من الإصابات والحركات المفاجئة

وعندما يحدث تسرب في السائل النخاعي، ينخفض ضغط السائل داخل الرأس، وهي حالة تُعرف بانخفاض ضغط الدم داخل الجمجمة. غالبًا ما يحدث تسرب السائل النخاعي بعد إجراءات جراحية مثل البزل القطني (البزل الشوكي) أو التخدير فوق الجافية، كما يمكن أن ينتج عن إصابات الدماغ والعمود الفقري. 

وشدد الدكتور أوين على ضرورة "طلب الرعاية الطبية الفورية في حال الشعور بصداع وضعي خلال ساعات من إجراء جراحي أو التعرض لإصابة." وقد يتطلب علاج تسرب السائل النخاعي، بناءً على شدته، إجراء "رقعة دموية فوق الجافية"، حيث يقوم الطبيب بحقن كمية من دم المريض في القناة الشوكية للمساعدة في تجلط الدم وإغلاق التسرب. 

وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو مخيفًا، إلا أن الراحة التي يوفرها هذا الإجراء عادة ما تكون فورية.

وفي حالات أقل شيوعًا، قد يحدث تسرب السائل النخاعي بشكل تلقائي أو مجهول السبب، أي دون وجود سبب واضح أو نتيجة لإجراء جراحي أو إصابة. 

ويُعتبر الأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض النسيج الضام، مثل متلازمة مارفان ومتلازمة إهلرز دانلوس، أكثر عرضة لخطر الإصابة بتسرب السائل النخاعي التلقائي. كما أن ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب قد يكون مرتبطًا أو مؤشرًا على تسرب تلقائي للسائل الدماغي الشوكي. وغالبًا ما تساعد أدوية علاج داء المرتفعات في تخفيف آلام الرأس الناتجة عن هذا النوع من التسرب.

أسباب أخرى: يمكن أن تسبب العديد من الحالات الصحية الأخرى صداعًا وضعيًا. وفي هذه الحالات، غالبًا ما يتحسن ألم الرأس بعلاج الحالة المرضية الأساسية. وتشمل هذه الحالات التهاب المفاصل والإصابات التي تصيب العمود الفقري العنقي أو الرقبة، حيث قد يزداد ألم الرأس سوءًا عند الوقوف أو تحريك الرأس. 

كما أن تشوه كياري، وهي حالة يندفع فيها نسيج الدماغ إلى القناة الشوكية عند قاعدة الجمجمة مما يسبب ضغطًا على الحبل الشوكي، قد يؤدي إلى صداع وضعي يتفاقم عند تحريك الرأس أو تغيير وضعيته.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي (انخفاض حاد في ضغط الدم عند الوقوف) دوخة فور الاستيقاظ، وقد يصاحبه صداع، خاصة لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية لضغط الدم. وبالمثل، فإن متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي (POTS) تميل إلى الشعور بالدوار عند الوقوف وقد تسبب صداعًا وضعيًا. 

ويمكن أن يؤدي فقر الدم الشديد (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء) أو فقدان الدم إلى تقليل كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ، مما قد يسبب ألمًا في الرأس. 

وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب أورام الدماغ ألمًا في الرأس عند الانحناء أو تغيير الوضعية، وعادة ما تصاحبها أعراض أخرى مثل الغثيان أو القيء أو النوبات.

متى يجب طلب الرعاية الطبية؟

شدد الدكتور أوين على أهمية استشارة الطبيب في حال المعاناة من أي نوع من الصداع مصحوبًا بالغثيان أو القيء أو أعراض أخرى مقلقة مثل النوبات. كما أكد على ضرورة طلب الرعاية الطبية إذا ظهر صداع وضعي بعد إجراء طبي أو التعرض لإصابة.

وأوضح أن الصداع الوضعي قد يشير إلى تغيرات في ضغط السوائل في الدماغ تتطلب عناية طبية، لتحديد السبب الكامن، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل، ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، وتقييم الأعراض المصاحبة، ويمكن أن يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أي تغيرات في السائل الدماغي الشوكي، ويساعد في تشخيص حالات مثل تشوهات كياري التي يمكن أن تسبب صداعًا وضعيًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.