رئيس التحرير
عصام كامل

كلٌّ يرقص على هوى شيطانه

18 حجم الخط

هل غير المحجبة ليست على معصية !؟ كان هذا سؤال للسيد مقدم البرنامج موجه للدكتور سعد الدين الهلالي.. لكن أنا أجيب في هذا المقال: غير المحجبة ليست على معصية بل المحجبة التي غطت شعرها وسترت جسدها؛ هي التي على معصية! هل أراحتكم هذه الإجابة! بالطبع لا! لأنكم تعلمون أنها إجابة غير جادة وأنها غير صحيحة فلست أنا من يتعرض لمثل تلك الفتاوى ولا لغيرها، فلست أزهريا ولا فقيها ولا داعية، لكن لا بأس فليفهم القارئ ما شاء أن يفهم.. 

 

لكن أعود للهلالي وأتساءل -كمسلم بسيط-: هل الدكتور الهلالي منزه عن الخطأ! هل الهلالي هو المهدي المنتظر! لماذا كلما أردتم أن تثيروا هوجة وضجة؛ أسرعتم إلى أي جدلية معلبة متعلقة بالمرأة في الإسلام وكيف تعامل الإسلام مع المرأة! وكأن الإسلام وُجِد خصيصا لدحض المرأة وقهرها ووأد حقوقها في المواريث وفي الزينة والملبس، ثم اعتقالها في القوامة وسوق الجواري!

وكأن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الرجل العربي القريشي الذي أراد أن ينتقم من جنس المرأة فألف كتابا جعله منهجا خاصا للذكور فقط وسماه قرآنا ليصب جحيمه وغضبه وقهره وظلمه -في كل آية- على رأس المرأة وأمها وأخواتها وبناتها! 

أو أن سينا محمد صلى الله عليه وسلم عكف سنوات عمره على تأليف مجلدات من الأحاديث التي تحارب المرأة من قدمها حتى رأسها، وأحاديث تحارب الإنسانية وتحارب الحرية الشخصية وتحارب المدنية! وسماها البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه، فلو كان ذلك كذلك! لماذا لم ينته الإسلام ويختفي القرآن بموت رسول الله، أو بموت أصحابه كلهم أو بموت آخر رجل رأى النبي أو بموت آخر مَن رأى آخر صحابي أو بموت آخر تابع رأى آخر صحابي! 

 

أتدرون لماذا لم ينته الإسلام! أتدرون لماذا لم يختف القرآن! لإن الإسلام دين الله وإن الدين عند الله الإسلام ولأن القرآن كتاب محفوظ، حفظه الله القادر على كل شيء.. كيف ذلك والله يقول وما أرسلناك يا محمد إلا رحمة للعالمين، كيف ذلك والله يقول فبما رحمة منَّا لنت لهم ولو كنت يا محمد فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك.. كيف ذلك والقرآن لم يذكر لفظ الذكر إلا ومعه الأنثى؛ المسلمون والمسلمات، المؤمنون والمؤمنات، الذاكرون والذاكرات.. 

 

وهكذا ساوى بين خلقه جميعا في الثواب والعقاب فكان عادلا في كل شيء.. ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا! فالمرأة من نفس الرجل من روح واحدة روح الله.. فلا أدري لماذا جزأتم الإسلام ومزقتم مفهومه إربا إربا! لا استثني أحد حتى من يدَّعون إنهم وسطيون معتدلون من أصحاب الخطاب التصالحي -وهو تعبير قاله صديقي الصحفي محمد المطيري-.. 

 

لماذا جعلتم من الإسلام وكأنه مجرد أداة في يد جماعة متطرفة أو جماعات سياسية سلفية أو علمانية! وبقية المسلمين مجرد قطيع تابع لأولئك أو لهؤلاء! يا سادة لا الإسلام أداة ولا المسلمين قطيع، ولا الإسلام بحاجة لجماعات وفرق وألوية ومذاهب وطوائف؛ الإسلام هو دين الله الذي أرسل نبيه للناس كافة.. 

 

الإسلام كلٌ لا يتجزأ، الإسلام لا يخضع لهوى قلوب البشر الضعيفة، ولا لجموح عقولهم القاصرة.. الإسلام ليس ظلا تحت سقف جماعة أو تيار، الإسلام لا يقبل المزايدات ولا يقبل التجزئة، فلا وصاية في الإسلام، وليس بحاجة إلى وكلاء فقط ولا أوصياء.. الله تعالى شأنه قال من قبل الف وأربعمائة وخمسين سنة:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.. 

الدين اكتمل فلا حاجة لمن يُكمله أو يجدده أو يعدِّله فيضيف إليه أو يحذف منه.. الإسلام مكتمل والقرآن لم يفرط في شيء فهو معني بأحوال البشر مع اختلافاتهم وتوالي عصورهم، فهي مجرد أيام يداولها الله بين الناس وقد أشار إلى توالي المعرفة وتداولها فقال:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.. 

ثم اختص أناسا من بيننا فوهبهم العلم كالراسخين في العلم، كذلك أنعم على بعض الناس بالحكمة يؤتيها من يشاء من عباده ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.. الله خلق كل إنسان مختلفا عن الآخر وخلق له روح واحدة وعقل واحد وقلب واحد ورزق واحد وحساب وجزاء واحد، لكن لم يخلق الإسلام على أشكال وأنواع مختلفة، ولم يخلق إسلاما على هوى كل عبد من عباده، فيتصرف فيه كما يروق له وكما يتناسب مع ظروفه وبيئته ومجتمعه؛ بل هي عقيدة واحدة وقرآن واحد وحياة دنيوية واحدة.. 

 

الله لم يخصص الدين الإسلامي لكل ناحية من نواحي حياتنا، لم يخصص دينا للسياسة، فلم يذكر القرآن مصطلح الإسلام السياسي، ولا مصطلح الاقتصاد الإسلامي، ولا الإسلام الزراعي، ولا الإسلام الدولي ولا المحلي، ولا يوجد إسلام قديم مختلف عن الإسلام الحديث العصري، هذه المسميات والتعريفات والمفاهيم وغيرها لم يذكرها القرآن الكريم.. 

 

 

فلا يوجد إسلام معتدل، وإسلام متطرف وإسلام يمين ولا إسلام يسار ولا وسطي ولا سلفي.كل هذه المسميات ما أنزل الله بها من سلطان.. اتقوا الله وقوموا إلى دنياكم وأخلصوا نيّاتكم وحكموا ضمائركم، ولا يشغلهم أولئك ولا هؤلاء، فالله كفيل بكل من استهان بدينه، وكل من أراد إشعال الفتن ما ظهر منها وما بطن، فهو الذي قال: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾. (سورة عمران الآية 54).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية