هل هانت مصر على صناع الدراما والمقالب؟!
غدا نستقبل عيد الفطر المبارك.. بعد أن عشنا أجواء روحانية طيلة شهر رمضان المبارك الذي لم يجرح صيامه إلا رداءة ما تقدمه الشاشات من دراما وبرامج أفسدت على الناس أخلاقهم.. والسؤال: لماذا فعل بنا صناع الدراما وبرامج المقالب كل هذه المهازل.. وهل كانت الأجهزة المعنية بمراقبة ما يقدم في القنوات والشاشات تنتظر تدخل الرئيس السيسي الذي أعلن استياءه من هذا الغثاء الدرامي الغارق في الانحطاط؟!
وسؤالى لصناع الدراما: هل مصر بكل هذا السوء الذي صورته مسلسلاتكم؟ لماذا أصررتم على طمس القدوة الحسنة وغفلتم عن تقديم نماذج مضيئة في واقعنا أو في تاريخنا كان يمكنها أن تبنى وعى الأجيال الجديدة وتعزز انتماءهم وهويتهم، والأهم أن تجعلهم مؤهلين لحمل أمانة هذا البلد في ظل ظروف وتحديات غاية في الصعوبة محاكاتها؟ هل الفن انعكاس للمجتمع سلبًا أو إيجابًا؟ ولماذا إختفى الفن الملتزم بقضايا المجتمع الهادف لإصلاح ما إعوج منه؟!
من يقف وراء جرجرة المجتمع إلى الهاوية، وإغراقه في السطحية والتفاهة والعري والابتذال وتغييب العقل؟ هل قدمت المسلسلات والبرامج قيمًا معرفية أو ثقافية أو دينية؟ هل أصلحت من الخطاب الديني شيئًا؟ هل عرضت الصورة الحقيقية لما يحاك ضد مصر والعالم العربي من فتن ومؤامرات تتبناها دول وأجهزة مخابرات وتنفذها عناصر إرهابية مأجورة، تعمل لحساب الخارج لتدمير البلاد والعباد؟
هل ابتعثت الدراما نماذج تاريخية لتنعش ذاكرة الأمة بالانتصارات والأمجاد وتنفض التراب عن الذاكرة القومية التي بليت بالفساد والتطرف والإرهاب؟ ولماذا الإصرار على إهانة مشاهير الفنانين ولاعبي الكرة في برنامج مقالب "سمج" بالغ في امتهان ضيوفه لدرجة محزنة تسيء لمصر والمصريين؟!
فهل هانت مصر على هؤلاء الذين يجهلون قدرها.. هل هذه هي مصر التي تقدمها الدراما وبرامج المقالب وبرامج الدعاية الفجة والممجوجة؟! فإذا أحسنا الظن في صناع الدراما؟ فماذا أرادوا منها غير هز القيم والخوض في المحرمات بمشاهد الخيانة والطلاق والعنف ونهش الأعراض والإدمان وترويج لغة هابطة مليئة بالسباب والشتائم والقبح؟
ما يحزن حقًا أن مسلسلًا واحدًا من الخمسة والثلاثين لم يحك قصة الإرهاب أو التطرف ولم يقدم حلًا فكريًا جذريًا لمحاربة هذا الفكر الضال بل أغرقت جميعها في السلبيات والنقائص وكان قاسمها المشترك نماذج شائهة تدمر القدوة لدى شبابنا.. ولو كانت فيها ثمة فائدة تذكر -ولا أرى منها أي فائدة- فقد ذهبت الملايين لجيوب كبار الفنانين الذين تقاضوها أجورًا دون أن يضبط واحد منهم متلبسًا بعمل خيري يعين الفقراء أو داعمًا للاقتصاد المصري..
ولم يسأل أحدهم نفسه سؤالًا: ماذا استفادت مصر مما عملت؟! ولا يمكن أن يحدث مثل هذا العبث إلا في مصر.. فليس هناك دولة تسمح بتشويه وعي أبنائها أو صرفهم عن معركتهم الحقيقية؛ الإرهاب والتخلف بمثل هذه الأعمال الرديئة في مجتمع يعاني مشاكل عديدة.
كنا نرجو أن تصحو ضمائر صناع الدراما من تلقاء أنفسهم ليقدموا ما يحتاجه المواطن؛ لا أن يعتزل أحد المخرجين عمله الفني حين قامت الدنيا ولم تقعد رفضًا لما صنعته أعماله بالقيم والأخلاق، هذا الرفض الذي كشف عن معدن المصريين ووعيهم الفطري الذي انجذب لبرنامج "قطايف" سامح حسين رغم ضآلة ما أنفق عليه بينما أعرض ورفض التجاوب مع أعمال أنفق عليها عشرات الملايين من الجنيهات دون فائدة واحدة تقدمها للمجتمع..
ولو تمعن صناع الدراما والإعلام فيما يقوله الرئيس وما يعوله على كل فرد أو مؤسسة من أدوار واجبة، ولو وقف كل منا وقفة جادة مع نفسه لأدرك أننا في حرب لا تحتمل مثل هذا العبث والتخاذل.. فثمة فكر ديني يحتاج للتجديد والاشتباك مع أفكار التطرف والتشدد بأسانيد دينية وفكرية صحيحة، تبدد سحب الظلام التي غرق فيها بعض شبابنا فانحرفوا عن المسار وانخرطوا في تنفيذ جرائم الإرهاب بلا فهم ولا وعي..
لم يعد مقبولًا تغييب الأمة في قضايا جدلية لا تقدم ولا تؤخر.. ولم يعد مستساغًا أن يصبح المطربون ولاعبو الكرة وحتى الراقصات هم المثل الأعلي لشبابنا بينما يجري إغفال دور علمائنا وسير حياتهم التي تقدم قدوة عملية في النجاح والكفاح والرقي.
وحسنًا فعلت الهيئة الوطنية للإعلام حين أعلنت العودة للمشاركة في إنتاج الدراما الجادة الهادفة عبر مسلسل طلعت حرب، الذي يتناول سيرة رائد الاقتصاد المصري محمد طلعت حرب؛ حتى لا تتركها للقطاع الخاص أو منطق العرض والطلب..
فالدراما إحدى أدوات تشكيل الوعي والعقل المصري ولا يصح تركها في أيدي العابثين به أو المخططين لإفساده، وجعله لقمة سائغة سهل القياد والتشكيل وتقبل ما يلقي إليه من قيم خاطئة دون مراجعة أو فحص أو تمحيص..
كما لا يصح أن يكون الربح هو الهدف الأسمى للدراما وأن يتحكم الإعلام في ذوق المشاهد وثقافته، نريد دراما جادة كالتي كتبها السيناريست العظيم الراحل أسامة أنور عكاشة التي صاغت وجدان أجيال عديدة من شبابنا..
نريد دراما ترقي بالثقافة والسلوك العام، تحرض على التفكير والعمل والإنتاج والتجويد والإبداع والمشاركة السياسية.. دراما تعظم مكارم الأخلاق والعلم وتحارب الجهل والشعوذة والتواكل والسلبية والاستهلاك النهم.
تدخل الدولة فريضة لتصحيح مسار الإعلام عامة والدراما خاصة لخلق حالة توازن مطلوبة لتعبئة الناس لمعركة يجري تغييبهم عنها بفعل فاعل، حتى تصبح الحكومة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، مع انتهاز الفرصة لدق إسفين بينهما بسبب ما قد يحدث من غلاء للأسعار أو انتشار للبطالة أو الفساد.
نريد برامج ودراما تعيد كتابة التاريخ برؤية عصرية موضوعية ومحايدة تكرس لقيم النضال والكفاح والولاء والانشغال بالهم العام والقضايا الحقيقية للوطن.. نريد دراما جادة تبث روح الأمل.. تقدم الحلول الناجحة لهموم المواطن، تعيد الاحترام لقيم كادت تندثر مثل احترام الكبير، والرحمة بالصغير، دراما لا تتجرأ على المحارم أو تروج للفسق والفجور.. فالتقدم الحقيقي مرهون بالأخلاق الحميدة.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
