رئيس التحرير
عصام كامل

سيف الله المسلول، أسرار عبقرية خالد بن الوليد في معركة "أجنادين"

معركة أجنادين، فيتو
معركة أجنادين، فيتو
18 حجم الخط

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعيره الناس آنذاك، بأنه "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".

عبقرية خالد بن الوليد 

خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.
وقال عنه الجنرال الألماني " فيلهلم ليوبولد كولمار فرايهر فون در جولتس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".
في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.

 

معركة أجنادين

نجح خالد بن الوليد في أن يفتح خمس مدن شامية، خلال خمسة أيام فقط!! واجتمعت له في "بُصرى"، الجيوش الإسلامية الأربعة التي بالشام وتسلم القيادة من أبي عبيدة بن الجراح.
وقام بتقسيم جيش الشام إلى أربعة أقسام، وتحرك بجيشه المكون من 9 آلاف، وجيش أبي عبيدة 7 آلاف لحصار "دمشق" عاصمة الشام.
وصلت إلى "هرقل" أنباء انتشار جيوش خالد بن الوليد في كل أنحاء الشام، فأمر والي حمص "وردان" يأمره بأن يتحرك إلى دمشق لفك الحصار.
جهز وردان جيشا من 12 ألف مقاتل، ودبر خطة ماكرة ليتغلب على خالد، فتحرك إلى بُصرى في الجنوب بدلا من دمشق، ليضرب جيش شرحبيل بن حسنة الأصغر عددا، وبذلك سيضطر خالد لأن يترك حصار دمشق  لنجدة شرحبيل.
وفي نفس الوقت تخرج القوات الرومانية التي في داخل حصون دمشق لتطوق جيش خالد من الخلف.
وصلت إلى خالد أخبار تحركات "وردان" قبل أن يصل إلى "بُصرى"، فقرر أن يتحرك لنجدة المسلمين في "بُصرى"، وأرسل إلى "شرحبيل" يحذره من هجوم "وردان".
ولكن في نفس التوقيت وصلت إلى خالد الأخبار الأسوأ، فقد أمر هرقل قادة جيوشه بحشد القوات في أجنادين، لتهاجم جيش عمرو الصغير الذي يعسكر في فلسطين.
فقرر خالد أن يتوجه مباشرة إلى "أجنادين"، بعد أن يجمع كل الجيوش الإسلامية من كل مكان في الشام لمواجهة هذا الخطر.

في “أجنادين”

اجتمعت الجيوش الإسلامية عند "أجنادين".
وكان الجو شديد الحرارة، وهذا الجو شاق على الرومان الذين يلبسون الحديد السابغ، فهم لا يتحملون القتال في الحر. 
ولكنه كان الجو المناسب للمسلمين، أبناء الصحراء، الذين لا يكادون يلبسون إلا ما يستر عوراتهم، ويتخففون من الأحمال والأثقال.
تزايدت حشود الرومان حتى وصل عددهم في "أجنادين" إلى 100 ألف مقاتل، بينما جيوش المسلمين مجتمعة لا تتجاوز الـ33 ألفا، ولكن يكفيهم أن الله معهم.
لم يكن الهدف الحقيقي للرومان أن ينشب القتال على أرض "أجنادين"، إنما أرادوها فقط كنقطة التقاء لتلك الجيوش الكبيرة التي حشدها هرقل، والتي تحتاج إلى أرض واسعة  لها طرق مفتوحة على الجهات المختلفة من الشام لاستيعاب تلك الأعداد الضخمة، وكان من المقرر بعد اجتماعهم في أجنادين أن يتحركوا إلى مكان آخر يناسبهم فيجعلوه ميدانا للقتال، فليس في أجنادين حصون تحميهم، وليس فيها أية مدن، أو كنائس يقاتلون من أجل الحفاظ عليها، ولكن خالد بن الوليد باغت الرومان بسرعته الخاطفة، واضطرهم أن يبدأوا القتال في أجنادين، وفي هذا الحر الشديد!!

كان 27 من جمادى الأولى 13 هجرية، يوما من أيام الله، فقد قام خالد بن الوليد في جيوش المسلمين، خطيبا قبل بدء المعركة، فقال لهم: "اتقوا الله يا عباد الله، وقاتلوا في سبيل الله أعداء الله.. قاتلوا قتال الأُسد، ولا يَهولنكم ما ترونه من كثرتهم، وعدتهم، فإن الله، عز وجل، مُنزل عليهم غضبه ورجزه.. أيها الناس؛ إن رأيتموني حملت فاحملوا".
كان خالد بن الوليد يشير إلى جنوده بأنه سيكون هو صاحب الضربة الأولى في أجنادين.
ثم قام الصحابي الجليل معاذ بن جبل، أعلم الأمة بالحلال والحرام، وكان وقتها شابا في الثلاثين من عمره، وقد خالد اختاره قائدا لميمنة الجيش، فخطب في الناس، قائلا: "أيها الناس؛ أَشروا أنفسكم اليوم لله، فإنكم إن هزمتموهم اليوم صارت هذه البلاد بلادا للإسلام أبدا".

هجوم الروم

فاجأ الروم المسلمين بالهجوم على الميمنة هجوما شرسا عنيفا، فصبر معاذ بن جبل وجنوده صبرا عظيما، واستطاعوا دفع هذه الهجمة دون خسائر تذكر. 
ثم بادر الروم بمهاجمة ميسرة المسلمين هجوما أشد شراسة، فصبروا، وصابروا مع قائدهم سعيد بن عامر، رضي الله عنه، ولم يستطع الرومان أن يكسروهم.
مر وقت طويل، بينما كان المسلمون في موقف الدفاع، فخالد بن الوليد أمرهم ألا يهاجموا إلا إذا هجم هو أولا.. 
ناداه سعيد بن زيد، أحد العشرة المبشربن بالجنة، قائلا: "يا خالد؛ إن رماح الروم تنال منا!! 
فرد عليه خالد: "اصبر، فإنَّ في الصبر رجاءً".
كان خالد يؤجل هجومه حتى يفرغ الروم من هجماتهم على الميمنة والميسرة، فقد كان سيصبح من السهل عليه بعد ذلك اختراق قلب جيش الروم بقلب جيشه، فيشقه نصفين حتى يصل إلى مؤخرته، حيث كان وردان يحمي نفسه في المؤخرة كعادة القادة الجبناء.
كان خالد يريد أن يضرب عنقه لتنهار معنويات الرومان، وبعدها لن يصبروا على القتال وقتا طويلا.
وبالفعل، كان النجاح حليف سيف الله المسلول، فقد بدأ خالد الهجوم في اللحظة المناسبة، وهو يصيح: "احملوا يا عباد الله، احملوا على من كفر بالله".

انقض المسلمون على قلب جيش الروم كالسيل الهادر، واندلع قتال عنيف، وشق خالد الصفوف حتى وصل إلى خيمة "وردان".
فما إن رآه "وردان" حتى قال بنبرة يائسة: "والله ما رأيت يوما في الدنيا أشد علي من هذا اليوم"، فضرب خالد عنقه في الحال. 
وما أن رأى الروم مصرع قائدهم حتى سارعوا بالهروب من كل طريق، والمسلمون يتتبعونهم، فيقتلون منهم، ويأسرون أعدادا كبيرة.
انتهت معركة أجنادين في ساعة من نهار، وقتل من الروم 3 آلاف، بينما لم يُقتل من المسلمين إلا 34 شهيدا فقط.

 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية