رئيس التحرير
عصام كامل

سيف الله المسلول، أسرار عبقرية خالد بن الوليد في "الفراض" آخر معاركه

سيف الله المسلول،
سيف الله المسلول، فيتو
18 حجم الخط

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعيره الناس آنذاك، بأنه "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".

عبقرية خالد بن الوليد 

خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.

وقال عنه الجنرال الألماني " فيلهلم ليوبولد كولمار فرايهر فون در جولتس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".

في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.

 

المعركة الأخيرة

عاد خالد بن الوليد سريعا إلى العراق، بعد أن فتح دومة الجندل، حيث وصلته تفاصيل تحركات القوات الفارسية نحو الحيرة، فاشتبك خالد مع قوات للعرب "غير المسلمين" في مدينة "المصيخ"، وانتصر عليهم في يوم واحد، وألحق بهم خسائر كبيرة، ثم توجه إلى مدينة "الثنِي"، وقاتل القوات التي تجمعت له هناك، وانتصر عليهم بسرعته المعهودة.

ثم اتجه إلى مدينة "الزميل"، وباغت قوات العدو هناك، وأجهز عليهم كذلك، وأوقع بهم خسائر هائلة.
كان ابن الوليد يسعى بذلك إلى فتح كل المدن التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، فإذا تتبعنا مواقع تلك المدن على الخريطة، فسنكتشف أن خالدا يتحرك في فتوحاته بسرعة مذهلة نحو الشمال، فهو يريد أن يسيطر على غرب العراق بالكامل؛ ليؤمن ظهره قبل أن يتوجه بجيشه إلى "المدائن" عاصمة كسرى، وحيث يوجد "القصر الأبيض"، الذي بشر الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، المسلمين بامتلاكه.

"معركة الفراض"

وبعد تلك الفتوحات المتتالية التي حققها خالد بن الوليد في مدن شمال غرب العراق لم يتبق أمامه إلا مدينة "الفراض"، التي تقع على الحدود الفارسية مع الإمبراطورية البيزنطية، في أقصى الشمال الغربي.
ورغم أن الفرس والروم كانوا أعداء تاريخيين، إلا أنهم تناسوا خلافاتهم، وثاراتهم، وتحالفوا معا ضد المسلمين!!
وفي "معركة الفراض" تحالفت القوات الفارسية، لأول وآخر مرة في التاريخ، مع القوات الرومانية، وانضمت إليهم جيوش من قبائل العرب "غير المسلمين"، فكونوا معا جيشا ضخما يقترب من 150 ألف مقاتل؛ بهدف القضاء نهائيا على جيش خالد بن الوليد الصغير، والذي لم يزد على الأعداد التي بدأ بها "18 ألف مقاتل" فقط!!

وفي يوم 15 ذي القعدة عام 12 هجرية، بدأت "معركة الفراض"، وانتهت بسرعة كبيرة.
استطاع المسلمون أن يقتلوا عشرات الآلاف من جيش الحلفاء، في يوم واحد.

"قصر المدائن الأبيض"

وبعد هذا الانتصار العظيم بدأ خالد يتطلع إلى عرش كسرى في "قصر المدائن الأبيض".
لكنه لم يكن يعلم أن الله، سبحانه وتعالى، أراد في أقداره أمرا آخر، فقد كانت "معركة الفراض" هي "المعركة الأخيرة" لخالد بن الوليد في فتوحات العراق!!. 
وبهذا الانتصار الأخير يكون خالد قد خاض 16 معركة مع الفرس في سنة واحدة، ولم ينهزم في واحدة منها.
وبعد انتهاء المعركة، مكث خالد بن الوليد في "الفراض" عشرة أيام، حتى يوم 25 من ذي القعدة 12 هجرية، ثم جهز جيشه للعودة إلى الحيرة، وكلف عاصمَ بن عمرو أن يقود مقدمة الجيش، بينما تحرك خالد في المؤخرة، وكأنه كأن يريده أن يراقب ظهره أثناء رحلة العودة.
هذا ما كان يبدو للآخرين، لكن في الحقيقة كان خالد يريد شيئا آخر، فقد اقترب موسم الحج، ولم يتبق على الوقوف بعرفات سوى أقل من 15 يوما، فغلبه الشوق إلى البيت العتيق، وزيارة روضة الحبيب، صلى الله عليه وآله وسلم.

خالد حاجا

رغم انشغاله بالجهاد، ورغم أهمية وجوده مع جيشه أثناء عودتهم إلى الحيرة، ولكنه لم يكن يتصور أن يأتي عليه موسم الحج فلا يكون بين الحجيج، فعزم على أداء مناسك الحج، ولم يخبر جيشه بذلك حتى لا يحدث لهم اضطراب بسبب غيابه.
لم تكن المسافة بين الفراض ومكة تقل عن 1500 كيلو متر، يقطعها الراكب المعتاد في أكثر من شهر ونصف!! فكيف يمكن لخالد أن يدرك وقفة عرفات، وقد بدأ يتحرك إلى مكة في يوم 25 من ذي القعدة؟!
انطلق خالد في طريق لم يسلكه أحد قبله قط.. كان يطير طيرانا، وكأن الأرض تُطْوى له بإذن الله.

وبالفعل، استطاع أن يصل في الوقت المناسب، فأدرك وقفة عرفات، وأتم المناسك، ثم عاد سريعا إلى العراق!!

والمذهل أنه وصل إلى مؤخرة جيشه قبل أن يدخل الجيش مدينة الحيرة، وأخذ يسير خلفهم، ودخل معهم الحيرة دون أن يشعر أحد بغيابه!!

عتاب الخليفة لخالد

الخليفة أبو بكر، رضي الله عنه، نفسه كان على رأس الحجيج، ولم يشعر بوجود خالد بين الآلاف الذين يؤدون المناسك في المشاعر المقدسة، ولم يعرف بما فعله إلا بعدما عاد بالحجاج من أداء الفريضة.
فأرسل الصديق إليه يعاتبه على مفارقته لجيشه، ويحذره من أن يغتر بنفسه، فلم يملك خالد إلا أن يعتذر، ويعد بعدم تكرار ذلك التصرف.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية