الأم! (1)
"أحنّ إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي... وتكبر فيّ الطفولة يومًا على صدر يوم، وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي.".. هكذا وصف الشاعر الفلسطيني محمود درويش الأم.. أما جبران خليل جبران فقد قال عنها: "الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، الرجاء في اليأس، والقوة في الضعف."
ويقول الإمام الشافعي: "واخضع لأمِّكَ وأرضِها، فعقوقُها إحدى الكِبَر".. تُرى هل تفعل أجيال هذي الأيام مثل هذه الوصايا.. هل يدركون أن الأم هي الروح التي تمنح الحياة طعمها، والكلمة التي لا يمكن أن يصفها أي تعبير.
لقد اعتاد الناس على الاحتفال بعيد الأم في الحادي والعشرين من كل مارس في كل عام، لكن هل يكفي مثل ذلك لرد جميل الأم التي عانت مخاض الولادة وسهرت وربّت وتألمت لآلام الأبناء وشالت همهم حتى بعد أن كبروا وصاروا آباء وأمهات!
ويبقى السؤال: هل أمهات اليوم أدين رسالتهن في تربية الأبناء كما فعلت أمهات الزمن الجميل! هل لا تزال أمهات اليوم حجر الزاوية وعمود الخيمة لكل أسرة؟!
ليس أعظم في حق الأم من قول رسولنا الكريم حين جاءه رجل فسأله: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.
أمهات زمان رغم أمية كثير منهن فقد كن مدرسة تعلم أبناءها كل شيء، كن يمتلكن استقامة وفطرة سوية وقدرة على التربية بعطف وحنان واحتواء وإقناع وتبصير يتسلحن بالصبر والإرادة ووضوح الهدف والتسامح وإنكار الذات والإخلاص..
وإذا أردت دليلًا على قولى فانظر في نتاج أمهات الأمس ونتاج أمهات اليوم من الذرية والأبناء، فأي الأخلاق أقوم، أخلاق أجيال الأمس أم أخلاق أجيال اليوم.. أخلاق الكتاب المطبوع والمدرسة التقليدية أم أخلاق رواد السوشيال ميديا والتكنولوجيا؟!
ولا نحتاج لجهد كبير حتى ندرك ما بين أمهات اليوم وأمهات زمان من فارق شاسع لصالح الماضي؛ فأمهاتنا لم يتعلمن في الجامعات لكنهن كن جامعات وحدهن.. أما أمهات اليوم فقد شغلتهن مواقع التواصل الاجتماعي ومطالب الحياة عن التربية الواجبة للأبناء على نحو يبنى جيل صحيح من الأبناء البررة..
فكانت النتيجة أن شهدنا جيلًا لا يبالي بمكانة الأم ولا يصرف جهده لإرضائها والتودد إليها رغبة في تحصيل ثواب البر بها والإحسان إليها أو حتى لرد جميلها.. عملًا بقول الله تعالى:" وقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"[ الإسراء: 23].
الاحتفال بعيد الأم تقليد عالمي ابتكرته الأمريكية آنا جارفيس، وكانت شديدة الارتباط بأمها التي كانت تحلم بتكريم كل الأمهات؛ ولتحقيق حلمها تبنت ابنتها "آنا" حملة واسعة شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونجرس، لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية بأمريكا، وظلت تعزز هذا الطلب حتى جعل الرئيس ويلسون هذا العيد عيدًا رسميًا وطنيًا..
وبالفعل جرى تكريم الآنسة آنا جارفس في جرافتون غرب فرجينيا وفلادلفيا وبنسلفانيا في 10 مايو 1908، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في أمريكا، ومع قدوم عام 1911 كانت كل الولايات المتحدة تحتفل بهذا اليوم، ووافق الكونجرس الأمريكى رسميًّا على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم، في 10 مايو.
ثم انتقل هذه التقليد إلى مصر عن طريق الأخوين مصطفى وعلى أمين مؤسسى صحيفة «أخبار اليوم»؛ إذ قامت إحدى الأمهات بزيارة مصطفى أمين في مكتبه، وقالت إنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وأوقفت حياتها عليهم، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل واحد منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة..
فما كان من مصطفى أمين إلا أن اقترح في عموده الشهير «فكرة» تخصيص يوم للأم وكذلك فعل على أمين، ووافق أغلبية القراء على الفكرة وشاركوا في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم في كل عام، واحتفلت مصر بأول عيد أم يوم 21 مارس 1956 ومن مصر انتقلت الفكرة إلى سائر البلاد العربية.
والسؤال: هل يكفي يوم واحدٌ لتكريم الأم، مصدر الحياة ونبع الحنان، ورمز العطاء والتضحية لأجل بنيها مهما تكن الآلام؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
