الحياة لا تحترم الضعفاء

كنت لم أكمل عامي العشرين بعد طالبة صغيرة في كلية الإعلام ترسم خطواتها بقلم رصاص على صفحة اكتسبت نصاعة بياضها من حيوية الشباب، وقلب كزهرة الياسمين وعقل به من الوعي ما تحتمله سنوات العمر وقتها..

كانت الكلية ترسلنا إلى ماسبيرو للتدريب العملي، مكثت فترة أتدرب مع فريق عمل لبرنامج شهير وذات يوم دخلت إلى الاستديو فإذا برئيسة الفريق تطردني، نعم تطردني وتقول لي الاستديو ده لا تدخليه مرة أخرى، وقفت صامتة للحظات تحدثتْ فيها كثيرًا ولكن عقلي وأذني توقفا عند كلماتها الأخيرة وعجز لساني عن نطق حتى كلمة إستفسار عن السبب.

 
تركت الاستديو وأنا لا أعرف أين تسير بي قدمي ووجدتني في شارع الجلاء بالقرب من سنترال رمسيس، دخلته ولأنه لم يكن الهاتف المحمول قد ظهر بعد وضعت العملة في الماكينة واتصلت بأبي رحمة الله عليه، وبمجرد أن جائني صوته حتى انفجرت في نوبة بكاء جعلتي محل تساؤلات أعين كل من كانوا بالمكان، انزعج أبي وطلب من الهدوء حتى يفهم السبب فحكيت له.

 
وإذا بصوته يأتيني صارمًا قويًا قوة شخصيته وحنوه عليّ رفض بكائي وضعفي، وبعد حوار طويل قال لي كلماته التي أسمعها وأنا أكتب هذه السطور.. الحياة لا تحترم الضعفاء عليك أن تستمري وتنجحي، رغم كل معوق ومع كل عناء وكل من حاولوا كسرك على عتباتهم سيرحلون وستبقي أنت، وكرر كلماته الحياة لا تحترم الضعفاء.

 
خرجت من المكان وأنا ألملم شتات مشاعري وأفكاري وأحلامي التي تبعثرت على أرض الاستديو، الذي حتى يومنا هذا كلما دخلته أظنه لن يمحى بالغياب حتى وإن طال، لأنني صدَقْتُ نفسي ومبادئي وصدقْتُها واحترمت أمانة الكلمة والمسؤولية التي شرفني بها من يستمع إليّ.

ومرت السنون وكنت بصدد عمل مجموعة حلقات في عيد الإذاعة وبحث عن شخصية إذاعية أقدم مذكراتها، فاقترح علي أحد الأصدقاء مذكرات هذه الإذاعية الفاضلة التي طردتني كي أقدمها.. لم أتردد لحظة رغم ظهور المشهد مرة أخرى أمامي.. وقدمت الحلقات بإتقان ومهنية كعادتي..

شعرت أنني في إمتحان عقدته لنفسي ووضعت أسئلته وإجابته النموذجية وصححته وحصلت فيه على الدرجة النهائية، لا لشيء إلا لأنني احترمت قيما ومبادئ ربيت عليها لم تغيرها الأزمات بل زادتها قوة وصلابة.

هات التسعة

الخلوق رقم 10

كثيرة هي تلك الأزمات التي مررت بها.. مؤلمة هي اللحظات التي حسبتني فيها وقد هزمت.. قاسية هي تلك الأوقات التي وضعتني فيها الحياة تحت ضغط.. كنت أشعر وكأن جبلًا سقطت صخوره فوق رأسي وتصورتْ هي أنها جعلتني جزءًا من ركامه، ولكن سرعان ما أجد يد الله الحانية ممدودة اليّ تساعدني على الوقوف مرة أخرى.. 

أنفض غبار الأزمات من قلبي، وأعود إلى قوتي وبأسي مسلحة بمبادئ لا تكسر على صخور الأزمات وقيم لا تلين رغم قوة الضربات وفجائيتها وعزم اكتسبته من كلمات أبي رحمة الله عليه، الحياة لا تحترم الضعفاء.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.