رئيس التحرير
عصام كامل

الكنافة اليدوية، سحر رمضان المهدد بالاندثار أمام زحف الآلات (فيديو وصور)

الكنافة اليدوى
الكنافة اليدوى
18 حجم الخط

في قلب الأحياء القديمة كانت  الكنافة اليدوية يومًا ما سيدة الحلوى الرمضانية دون منازع، ولكن مع مرور السنوات، بدأت هذه الحرفة تندثر تدريجيًا تحت وطأة التطور التكنولوجي، حيث حلت الآلات محل الأيدي الماهرة، لتصبح الكنافة الآلية هي المسيطرة على الأسواق.

ورغم ذلك، لا يزال هناك من يتمسكون بتراثهم، رافضين ترك الكنافة اليدوية تذهب طي النسيان، محمد أحد هؤلاء القلائل، يعمل في صناعة الكنافة اليدوية منذ أكثر من 12 عامًا، ويحرص كل رمضان على مواصلة هذه الحرفة، رغم أن باقي العام يمضي في إعداد الفطائر والبيتزا، التي أصبحت مصدر رزقه الأساسي.

قال محمد: "الكنافة اليدوية ليست مجرد حلوى، بل هي رمز من رموز رمضان، جزء من الذاكرة الجماعية للمصريين، عندما كنت صغيرًا، كنت أقف بجوار والدي في المحل، أراقب حركته السريعة وهو يصب العجين بحرفية على الصاج الساخن، ويشكل خيوط الكنافة الذهبية، واليوم، أصبح العاملون في هذه المهنة نادرين، والآلات اختصرت الكثير من الوقت والمجهود، لكن طعم الكنافة اليدوية لا يعوض.

 

 

 

 

بين الماضي والحاضر.. الفرق بين الكنافة اليدوية والآلية

لم يكن صنع الكنافة اليدوية أمرًا سهلًا، بل يتطلب مهارة ودقة بالتحكم في حركة اليد وسرعة صب العجين على الصاج الدائري الساخن، حيث يستخدم الصانع وعاءً نحاسيًا مثقوبًا بأحجام دقيقة جدًا، ليخرج منه العجين على شكل خيوط رفيعة تتشابك مع بعضها البعض، مكونة قوام الكنافة المميز.

أما في الوقت الحالي، فقد استبدلت هذه الطريقة التقليدية بماكينات حديثة قادرة على إنتاج كميات ضخمة في وقت قياسي، دون الحاجة إلى مهارات يدوية متوارثة. الكنافة الآلية أسرع، وأكثر انتظامًا من حيث الحجم والسُمك، كما أنها أقل تكلفة، مما جعلها الخيار الأول لمعظم المحلات الكبرى.

لكن الفرق بين النوعين لا يتوقف عند طريقة التحضير فقط، بل يمتد إلى الطعم والقوام أيضًا، وتابع محمد: "الكنافة اليدوية تحتفظ بمرونتها ونكهتها الخاصة لأنها تُصنع بحرفية ودون تدخل ميكانيكي، بينما الكنافة الآلية تكون متماسكة أكثر وأقل مرونة، مما يؤثر على امتصاصها للسمن والسكر بعد التسوية."

انقراض الكنافة اليدوية.. بين قلة العمالة وسيطرة الآلات

أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع صناعة الكنافة اليدوية هو قلة العمالة الماهرة، فلم يعد الشباب اليوم يرغبون في تعلم هذه الحرفة الشاقة، التي تتطلب ساعات طويلة من العمل أمام الصاج الساخن. 

وتابع محمد: بأسي وزمان، كان هناك الكثير من الحرفيين في هذه المهنة، لكن الآن، القليل فقط هم من يعرفون أسرارها. حتى المتدربون الجدد يفضلون العمل على الماكينات لأنها أسهل وأسرع، ولا تتطلب جهدًا كبيرًا.

إلى جانب ذلك، فإن التكلفة العالية  للكنافة اليدوية مقارنة بالآلية تجعل الإقبال عليها محدودًا، حيث يفضل معظم الزبائن شراء الكنافة الأرخص التي تُنتج بكميات كبيرة، ومع ارتفاع الأسعار، أصبحت المطاعم والمخابز تعتمد بشكل شبه كامل على الكنافة الآلية لتقليل التكاليف وتحقيق هامش ربح أعلى.

رمضان.. موسم الكنافة اليدوية رغم كل شيء

ورغم هذه التحديات، يظل رمضان هو الفرصة الذهبية للكنافة اليدوية للظهور مجددًا، حيث يحرص بعض محبي التراث والأصالة على شرائها والاستمتاع بطعمها الفريد، محمد يرى في رمضان شهرًا استثنائيًا، حيث يزداد الطلب على الكنافة التقليدية، وهو يستغل هذه الفرصة للحفاظ على مهنته.

وأضاف: كل سنة، بمجرد دخول رمضان، يبدأ الناس في السؤال عن الكنافة اليدوية، لأنها تحمل لهم ذكريات الطفولة والأجواء الرمضانية القديمة، البعض يشتريها فقط لشعور الحنين، والبعض الآخر يفضلها لطعمها المميز. بالنسبة لي، رمضان هو فرصة لأثبت أن هذه المهنة لم تمت بعد.

ورغم أن الطلب على الكنافة اليدوية يظل محدودًا مقارنة بالآلية، إلا أن هناك من يصرون على دعمها، سواء من الزبائن أو من الحرفيين مثل محمد، الذين يعتبرونها أكثر من مجرد مهنة، بل إرثًا ثقافيًا يجب الحفاظ عليه.

الحفاظ على التراث.. هل من أمل؟

في ظل هيمنة الآلات على صناعة الحلويات، يبدو أن إنقاذ الكنافة اليدوية مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. ربما يحتاج الأمر إلى وعي أكبر من المستهلكين بقيمتها، وتشجيع للحرفيين على الاستمرار فيها، حتى لو كان ذلك من خلال تخصيص أماكن خاصة بها في الأسواق، أو دعمها من خلال مبادرات تحافظ على المهن التراثية.

واختتم محمد حديثه بابتسامة متفائلة: "طالما هناك أشخاص يقدرون طعم الكنافة اليدوية، فلن تنقرض تمامًا، ربما يقل عدد صانعيها، لكن ستظل جزءًا من التراث الرمضاني المصري، وشخصيًا، سأظل أصنعها ما دمت قادرًا على ذلك.

هكذا، بينما تتغير العادات وتتطور الآلات، يبقى رمضان هو الوقت الذي تعود فيه الكنافة اليدوية إلى الأضواء، كأنها قطعة من الماضي تصر على البقاء، متحدية الزمن والتكنولوجيا، ومحتفظة ببريقها الذي لا يبهت.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية