رئيس التحرير
عصام كامل

تصريح 28 فبراير 1922، نقطة تحول في تاريخ مصر نحو الاستقلال

عبد الخالق ثروت،
عبد الخالق ثروت، فيتو
18 حجم الخط

في حدث فارق بتاريخ مصر الحديث، أصدرت المملكة المتحدة في 28 فبراير 1922 ما عُرف بـ  تصريح 28 فبراير، الذي مثّل بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين مصر وبريطانيا، حيث اعترفت المملكة المتحدة لأول مرة باستقلال مصر، مع الاحتفاظ ببعض الامتيازات العسكرية والسياسية. كان هذا التصريح بمثابة نقطة تحول في مسيرة مصر نحو الاستقلال الكامل، بعد سنوات من الاحتلال البريطاني الذي بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر.

 

أبعاد الاعتراف باستقلال مصر 

جاء تصريح 28 فبراير ليعترف بحق مصر في إدارة شؤونها الداخلية بشكل مستقل، مع منح الحكومة المصرية صلاحية تشكيل حكومتها من خلال انتخابات حرة كما نص التصريح على منح مصر استقلالًا محدودًا من حيث السيادة السياسية والاقتصادية، على أن تبقى بعض القضايا العسكرية والدفاعية تحت السيطرة البريطانية كما تم الإشارة إلى استمرار إدارة بريطانيا لشؤون قناة السويس، ما يضمن لها الاحتفاظ بوجود عسكري استراتيجي في المنطقة.

وعلى الرغم من أن التصريح حمل في طياته اعترافًا مبدئيًا بالاستقلال، فإنه لم يحقق الاستقلال الكامل الذي كان يطالب به الشعب المصري. فبريطانيا ظلت تمتلك تأثيرًا كبيرًا في السياسة الخارجية والأمن القومي، مما جعل العديد من القوى الوطنية المصرية تشعر أن التصريح كان خطوة جزئية وغير كافية لتحقيق السيادة التامة.

 

رد فعل الحكومة المصرية على تصريح 28 فبراير 

على الرغم من تحفظات العديد من القوى الوطنية، فإن الحكومة المصرية برئاسة عبد الخالق ثروت قد قبلت التصريح. وفي بيان رسمي صدر عن الحكومة، اعتُبر التصريح بمثابة بداية حقيقية للمسار نحو الاستقلال التام. كما أشار البيان إلى أن قبول هذا التصريح هو نتيجة لتطورات سياسية واقتصادية فرضتها الظروف الداخلية والخارجية، والتي جعلت الحكومة تتطلع إلى تحقيق أكبر قدر من الاستقلال مع الحفاظ على الاستقرار.

لكن في الوقت ذاته، كانت هناك ردود فعل متباينة من مختلف الفصائل السياسية في مصر، حيث رحب البعض بهذه الخطوة باعتبارها خطوة أولى نحو الاستقلال، بينما اعتبرها البعض الآخر خطوة غير كافية وأنها تمثل نوعًا من التنازل عن بعض المطالب الوطنية الأساسية. من جانبه، قال سعد زغلول، أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المصرية آنذاك، إن مصر بحاجة إلى استقلال كامل وغير مشروط.

ورغم أن تصريح 28 فبراير 1922 كان له تأثير مباشر في إضعاف الهيمنة البريطانية على مصر، إلا أنه لم يكن نهاية للصراع الوطني. فقد استمر الجدل السياسي حول ما إذا كان التصريح يمثل بداية حقيقية للاستقلال، أو أنه مجرد محاولة لبريطانيا للاحتفاظ بمصالحها في المنطقة. هذا الأمر أثار تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان سيتمكن الشعب المصري من نيل كامل حريته في المستقبل.

من الناحية الاجتماعية، أحدث التصريح تأثيرًا كبيرًا في صفوف المجتمع المصري، حيث كان له دور كبير في تنامي الوعي الوطني وتعزيز مشاعر الانتماء إلى الوطن ورغم القيود التي كانت مفروضة في تلك الفترة، إلا أن الشعب المصري أظهر عزمًا وإصرارًا على تحقيق الاستقلال التام، وهو ما تجسد لاحقًا في أحداث ثورة 1919 وحركات الاستقلال التي تلت ذلك.

بعد إصدار التصريح، واجهت مصر تحديات كبيرة تتعلق بكيفية التوازن بين الحفاظ على الاستقلال الجزئي والحفاظ على مصالحها الوطنية. ورغم أن بريطانيا كانت قد سمحت بتشكيل حكومة مصرية مستقلة، فإن بعض القوى السياسية في مصر، خصوصًا الحركة الوطنية بقيادة سعد زغلول، استمرت في المطالبة باستقلال كامل غير مشروط.

كما أن بقية القضايا الحيوية، مثل تحكم بريطانيا في قناة السويس، كانت محورًا رئيسيًا في العلاقات بين البلدين، فمصر كانت تدرك أهمية القناة بالنسبة للاقتصاد الوطني، وكانت تسعى للاستفادة من مواردها بشكل كامل، بينما كانت بريطانيا تسعى للاحتفاظ بها كممر استراتيجي يتحكم في حركة الملاحة الدولية.

يمكن القول إن تصريح 28 فبراير 1922 مثل خطوة هامة ولكن غير كاملة في مسيرة مصر نحو الاستقلال التام، فقد كانت هذه اللحظة بمثابة إقرار بأن مصر قد اقتربت من الاستقلال، ولكنها كانت أيضًا بداية لصراع طويل المدى لتحقيق السيادة الكاملة. ومع مرور الوقت، ومن خلال تكاتف الشعب المصري وتضحياته، تحقق الاستقلال النهائي في 1952، ليكون هذا التصريح نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من تاريخ مصر المستقل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية