دافع عن الفكرة ولا تتعصب لأصحابها!
“الحرُّ يدافع عن الفكرة مهما كان قائلها، والعبد يدافع عن الشخص مهما كانت فكرته".. هكذا لخص المفكر العربي الكبير إبن خلدون صاحب أعظم المؤلفات في علم الاجتماعي حال التعصب الأعمى الذي هو آفة حارتنا في كل عصر.
وإذا كان آفة الرأي التعصب، فإن التعصب للأشخاص أيما ما كانوا لا ينم فقط عن ضيق أفق بل إنه دليل دامغ على غياب العقل والتخلي عن التفكير السليم، رغم أنه فريضة إسلامية كما ذهب مفكرنا الكبير عباس محمود العقاد في كتاب حمل العنوان ذاته.
لا نحظى في عالم اليوم بكثير من هؤلاء الأحرار أو من يفهمون الحرية على هذا النحو، بل يعتقد كثيرون أن مهاجمة الأفكار ولو كانت صحيحة هي الحرية! أما هؤلاء الذين يدافعون عن أفكار شخص ما- ولو كانت خاطئة- فهم الأكثرية، وهؤلاء فعلًا عبيد هذا الزمن.
وهناك فئة ثالثة أجدها أكثر سوءًا وهم من يهاجمون أو يرفضون فكرة فقط بسبب قائلها أي لأسباب شخصية، حتى ولو كانت منطقية أو صحيحة.. وهو ما نبهنا إليه الإمام الشافعي بقوله (إنما يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال).. وقوله: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
هذا هو ميزان الحق، فلا عصمة لمخلوق بعد الرسل، ومن ظن في نفسه أو رأيه العصمة فقد سقطت حجته ووقع في الباطل، ولنا في علماء الأمة وقادتها الحقيقين المثل والقدوة فهذا هو الإمام الشافعي وهو من هو، لا يجد غضاضة في التراجع عن بعض آرائه الفقهية التي أفتى بها وقت أن كان في العراق ثم أفتى بغيرها حين استوطن مصر..
ليدلنا بوضوح على أن الاجتهاد مطلوب منى أمتلك المجتهد أدواته ومقوماته من علم ودراية وقدرة على الاستنباط والقياس، وإعمال النص وجودة الفهم وليس ذلك إلا للعلماء الثقات الذين وهبهم الله بفيض العلم مع التواضع وتحري الصدق والحق ومخاصمة الهوى والتشبث بالرأي.
ولو أن كل متدين قرأ جيدا سيرة السلف الصالح لهذه الأمة ما وجدنا تشددا ولا تعصبا للرأي أو الشيخ أو الجماعة أو التيار فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب المقام رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، متى إقتنع المختلفون أن الاختلاف سنة الله في خلقه ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم.. التعصب مرض وكلما ضاقت العقول زاد التعصب واستحكم الانغلاق وغاب التسامح وقبول الآخر.. وتلك آفة الآفات وأشد الأمراض فتكا بالمجتمعات والسلام المجتمعي!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
