حسن الإمام.. مخرج الروائع الذي بدأ حياته عامل كلاكيت.. سر اتهامه بإفساد روايات نجيب محفوظ.. صلاح حافظ يدافع عنه.. ومرض السكرى ينهي مسيرته في مثل هذا اليوم

حسن الإمام، مخرج فنان، لقب بمخرج الروائع والعوالم ومكتشف المواهب في السينما، كما لقب بملك الكاميرا، بدأ حياته الفنية عاملاً للكلاكيت، واهتم بالأفلام الاستعراضية وقدم أهم أعمال نجيب محفوظ في السينما، منها ثلاثيته الشهيرة، ورحل في مثل هذا اليوم عام 1988.
وُلد المخرج حسن الإمام عام 1919، ودرس بمدرسة الفرير في الخرنفش حتى أتقن اللغة الفرنسية، عشق الموسيقى والغناء، خاصة الموسيقى الشرقية وتواشيح الشيخ سيد درويش، التي يقول عنها إنها تجعله يبكي ويضحك ويشعر بالسعادة في نفس الوقت. ولذلك كان متقمصًا لشخصيته، عاشقًا لألحانه. أعجب بيوسف وهبي وتقرب إليه، حتى إن وهبي اتخذه مساعدًا له في ترجمة وتمصير المسرحيات العالمية لإتقانه الإنجليزية والفرنسية، واستمر في احتراف ترجمة النصوص المسرحية والمونولوجات، وكان أمينًا في نسب العمل المترجم إلى صاحبه الأصلي.
صعد سلم الفن خطوة خطوة
بدأ مخرج الروائع حسن الإمام مشواره الفني حاملاً للكلاكيت في الاستديو ومحضرًا لملابس الفنانين، وأصبح بعد ذلك ممثلاً ومساعدًا للإخراج في استديو مصر. قدمه يوسف وهبي لأول مرة إلى المخرجين نيازي مصطفى وأحمد بدرخان وهنري بركات، الذين عمل معهم مساعدًا في البداية، فساعد مع كبار المخرجين في إخراج أفلام (عودة الغائب، القرش الأبيض، حسن وحسن، شارع محمد علي).
وكانت أول تجربة سينمائية إخراجية له إخراجه لفيلم "ملائكة جهنم" عام 1946، والذي يعتبر من علامات السينما المصرية، تلاه فيلم “الستات عفاريت".
تمثيل فى عشرين فيلما
وفي بداية السبعينيات، اتجه المخرج حسن الإمام إلى الاستعراض والرقص في أفلامه، فقدم (خلي بالك من زوزو، وأميرة حبي أنا) لسعاد حسني وحسين فهمي، و(حكايتي مع الزمان) لوردة الجزائرية، كما قام بالتمثيل في أكثر من عشرين فيلمًا في أدوار ومشاهد بسيطة، منها فيلم “مدافن مفروشة للإيجار“ مع نجلاء فتحي ومحمود ياسين و”خلي بالك من زوزو“. وله في الإخراج التليفزيوني تجربة واحدة فقط لم يكررها، هي "صاحب الجلالة الحب".

ولأن حسن الإمام اتخذ طريقًا في الإخراج مغايرًا لأعمال غيره من المخرجين باعتماده على الرقص والاستعراضات، اتُهم طوال مشواره الفني بتقديم قصص حياة الراقصات في السينما، وجاء تعامله وتعاونه مع الفنان صلاح جاهين ليقدما فيلم “خلي بالك من زوزو“، ليشتعل الهجوم عليه، لكنه رد على هذا الاتهام قائلًا: ”أنا لا أتعمد تقديم فيلم عن راقصة أو مطربة إلا إذا كانت في صلب الأحداث، لكني مثل العازف الذي يعزف نوتة موسيقية متعددة لموسيقيين مختلفين مثل بيتهوفن وموزارت وعبد الوهاب وأحمد فؤاد حسن وأنا.. حسن الإمام“.
عصر الحب آخر أعماله
كان حسن الإمام شديد الإعجاب بالأديب نجيب محفوظ، ففي عام 1962 اهتم بإخراج قصص مأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، حيث حل بديلًا للمخرج صلاح أبو سيف في إخراج فيلم "بين القصرين" عن ثلاثيته بسبب انشغال أبو سيف بإدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما، وكانت “بين القصرين“ بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، فقد قام بعدها بإخراج "زقاق المدق" 1963، "قصر الشوق" 1966، "السكرية" 1973، وكان آخر أفلامه "عصر الحب" بطولة محمود ياسين.
هجوم كبير عليه
وبالرغم من تقديمه لأعمال فنية هامة تحاكي مآسي ومشكلات المجتمع، مثل (بائعة الخبز، الجسد، بنات الليل، زقاق المدق) إلا أنه تعرض لهجوم حاد من النقاد، واتهموه بتشويه روايات نجيب محفوظ، وإفساد رواياته في السينما وخاصة في فيلمه "زقاق المدق" الذي ركز فيه على شخصية حميدة وحدها، بالإضافة إلى الإفراط في مشاهد الرقص والغناء مخالفًا لسياق الرواية الأصلية وخاصة في "زقاق المدق"، وقال عنه أحد الكتاب إنه حوَّل روايات نجيب محفوظ إلى مرقصة.

إلا أن الأديب نجيب محفوظ صاحب الرواية برَّأه من كل هذه التهم ودافع عن حسن الإمام قائلًا: “إن ما قدمه حسن الإمام من مشاهد هي من صميم الرواية ومن صلب الأحداث، وفي الخارج يقدمون من النص الواحد أكثر من عمل سينمائي، وهذا يعني أن الرواية الواحدة يمكن أن تستغل سينمائيًا بأكثر من وجه حسب رؤية وتفسير كل مخرج للنص الأدبي، ويجب أن نحترم المخرج لأنه ليس مترجمًا.. ولكنه خلاق في الأساس ومبدع وفنان“.
10 أفلام أعاد إخراجها
في المرحلة الأخيرة من حياته، أعاد حسن الإمام إخراج عدد من أفلامه مرة أخرى قد يصل عددها إلى 10 أفلام مثل (وبالوالدين إحسانا، الشيطانة الصغيرة، لواحظ، قلوب العذارى، بائعة الخبز)، وكانت الأفلام ملونة، مع تغيير في بعض أسماء الأفلام ونجومها بطبيعة الحال، معتمدًا على الجيل الجديد من الممثلين الذين كانوا دائمًا من اكتشافه.

ساهم حسن الإمام فى كتابة السيناريو والحوار لعدد كبير من أفلامه، ومعظمها مأخوذة عن روايات شعبية فرنسية، وإن كان الإمام أكثر شجاعة من غيره، إذ كان دائم ذكر مصادر روايات أفلامه في مقدمتها فكتب سيناريوهات أفلام (شفيقة القبطية، البوسطجى، اليتيمتين، الراهبة، الخرساء، قمر الزمان، بائعة الخبز، ظلمونى الناس، وبالوالدين إحسانا، خلى بالك من زوزو، الخطايا، سر طاقية الإخفاء) ، كما قدم حياة العوالم من خلال فيلم "بمبة كشر" والذى منع لسنوات طويلة من العرض على الشاشة الصغيرة، واختيرت ثلاثة من أفلامه ضمن قائمة أشهر مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية هي (الخطايا، بين القصرين، خلى بالك من زوزو)
للمخرج حسن الإمام دور كبير فى اكتشاف الكثير من الممثلين كوجوه جديدة حتى لقب بمكتشف المواهب ومحتضن الوجوه الجديدة.
ساعد المخرج حسن الإمام في اكتشاف المواهب، فكان له الفضل فى اكتشاف سمير صبرى، بوسى، ماجدة الخطيب، نورا، نور الشريف في قصر الشوق، هند رستم في الجسد وبنات الليل، حسين فهمى في خللى بالك من زوزو، حسن يوسف وصلاح قابيل في فيلم "زقاق المدق" وغيرهم.
الجائزة التقديرية الذهبية
برغم كم الهجوم الذي ناله وتعرض له المخرج حسن الإمام إلا انه يعتبر من كبار مخرجى السينما العربية وحصل على العديد من الجوائز منها الجائزة التقديرية الذهبية من الجمعية المصرية للنقاد، وكرمته الدولة عام 1976 كأحد رواد الفن السادس بشهادة تقدير، كما كرمه مهرجان "نانت" الفرنسي بعرض مجموعة من أفلامه.
صلاح حافظ يدافع عن الإمام
وفي مجلة روز اليوسف عام 1968 كتب الكاتب الصحفي صلاح حافظ مقالا يدافع فيه عن مخرج الروائع حسن الإمام ضد كل الهجوم الذى صادفه فى مقال بعنوان " حسن الامام المفترى عليه “ قال فيه: ”لا أدري لماذا اعتادت صحفنا ونقادنا أن تعلق آثام السينما المصرية جميعها على شماعة حسن الإمام، قد يكون هو نفسه مسئولا إلى حد ما، فالمخرجون المؤمنون بأن الفيلم سلعة تجارية يحرصون في العادة على إخفاء هذه العقيدة عندما يتحدثون إلى الصحف، كما يحرصون على تغليف أفلامهم بأغلفة فلسفية ومبررات فكرية تخفي سوءاتها”.

وأضاف حافظ: "أما حسن الإمام منذ فيلمه الأول "ملائكة جهنم" عام 1946 وهو لا يحاول أن يخفي شيئا لا في أفلامه، ولا في تصريحاته، ونظرية الفيلم التجاري في أعماله صفة صريحة مباشرة تغري الكُتَّاب أن يتخذوا منه إماما لهذه الطريقة وشماعة يعلقون عليها أخطاءها، إن النظرية التي ترى الفيلم سلعة ليست صادرة عن حسن الإمام وإنما مصدرها وصاحبها وفارضها هو النظام الاجتماعي. فالسينما ولدت أصلا صناعة، وأول مؤسسة كبيرة لإنتاج الأفلام في مصر أنشأها بنك مصر وكافة الذين مولوا السينما قبل الثورة كانوا رجال أعمال ومال، وعندما جاءت الثورة كان يقال عن السينما إنها الصناعة الثانية بعد النسيج" واذا كانت تجارب حسن الامام السينمائية ناجحة فلماذا نفترى عليه".
نهاية مع مرض السكر
عانى المخرج حسن الإمام في حياته من مرض السكري، وزادته طبيعة عمله معاناة مما أثر عليه بشكل كبير وتأثر القلب بحالته الصحية، وباشره الدكتور حليم جريس في مرضه الأخير، وبعد عشرة أيام تحت الملاحظة بمستشفى الانجلو أمريكان رحل مخرج الروائع حسن الامام عن 69 عاما في مثل هذا اليوم 29 يناير عام 1988.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا