معارك وغزوات، "حنين" درس للمسلمين في الثقة بالله وعدم الاستعلاء والتكبر
غزوة حنين، يواصل القسم الديني في بوابة فيتو، خلال شهر رمضان، تقديم سلسلة من المعارك والغزوات الإسلامية، التي كتب بها المسلمون التاريخ الإسلامي، وساعدت في نشر وإعلاء كلمة الحق، ووصول الإسلام من أدنى الأرض إلى أقصاها.
ونستعرض في السطور التالية، أحداث غزوة حنين والدروس الربانية للمسلمين فيها.
غزوة حنين
وقعت غزوة حنين في الثالث عشر من شهر شوال في السنة الثامنة للهجرة، وقد كانت بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف في وادٍ يسمى حنين بين مدينة مكة والطائف.

ويرجع سبب هذه الغزوة إلى أن مالكًا بن عوف النصري جمع القبائل من هوازن ووافقه على ذلك الثقفيون، واجتمعت إليه مضر وجشم كلها وسعد بن بكر وناس من بني هلال؛ بغية محاربة المسلمين، فبلغ ذلك النبي محمد فخرج إليهم، وكان لـفتح مكة رد فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفي مقدمتها قبيلتا: هوازن، وثقيف. فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل، وسلموا قياد أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد هوزان. وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم.
التأهب والخروج للقتال
وعندما علِم النبي -صلى الله عليه وسلم- باجتماع القبائل تحت راية مالك بن عوف في وادي أوطاس الذي يقع قُرب حُنين بين مكة والمدينة، خرج في اثني عشر ألفًا من الصحابة الكرام، وحَمَل راية المُهاجرين عليّ، وسعد بن أبي وقاص، وعُمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-، وحمل راية الأنصار الحبّاب بن المُنذر -رضي الله عنه-، وولّى النبيّ على مكة عتاب بن أُسيد -رضي الله عنه-، وجعل معه مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ ليُعلِّم من تبقّى من الناس السُّنن والفقه والقُرآن، ووصل المُسلمون لوادي حُنين وعسكروا فيه، فبعث المُشركون رجالًا؛ لاستطلاع أخبار المُسلمين، فرجعوا بحالةٍ من الخوف والرُعب، ونصحوهم بالرُجوع.

وتجمّع الصحابة المُهاجرين بالرايات السّود والبيض، والأنصار بالرايات الخضراء والحمراء حول النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأعجبتهم كثرتُهُم، فقالوا: "لن نُغلب اليوم من قلّة"، ولبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لباس الحرب، وركب بغلته البيضاء، وسار بهم نحو وادي حُنين، وحثّهم على القتال، وبشّرهم بالنصر والفتح، وأرسل عبد الله بن أبي حدرد لاستطلاع أخبار المُشركين، فذهب ورجع وأخبرهم بما سمع وشاهد، وبدأ القتال بهجومٍ من قبيلة هوازن على المُسلمين قُبيل مطلع الشمس، فانكشف بعض المُسلمين للمُشركين، فولّوا الأدبار، فنادى النبي -عليه الصلاة والسلام- يشجّع المسلمين على القِتال، ثمّ تقدم بحربته، فانهزم المُشركون، ثمّ نادى العباس على الصحابة بالتجمّع حول النبي -عليه الصلاة والسلام- للهجوم على المُشركين، فاشتدّت المعركة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يتكلّم ويُبشّر الصحابة، ورمى الحصى في وجوه المُشركين وهو يقول: (شَاهَتِ الوُجُوهُ).
لحظات فارقة في غزوة حنين
وثَبَت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مئة مُقاتلٍ، وبدأ الصحابة بالمُناداة على بعضهم ليجتمعوا، وقالت أُمّ سليم بنت ملحان للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن لا يعفو عن الهاربين، وبدأ الصحابة بقتل المشركين، ومنعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من قتل الذريّة، وقذف الله -تعالى- الخوف في قُلوب المُشركين، وقُتل منهم قُرابة مئة رَجُل، وهربت قبيلة ثقيف، وبعد أن هرب المُشركون تَبِعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الطائف، وكانت امتدادًا لغزوة حُنين. وكان من أحداث غزوة حُنين بعد هُجوم هوازن على المُسلمين انشغال بعضهم بجمع الغنائم، فهاجمهم المُشركون بالسّهام، ففرّ أهل مكة، ومن كان قريبُ عهدٍ بالإسلام، وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- ثابتًا على بغلته، ويقول: (أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ، أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ)، وأُشيع خبر مقتله، ففرّ بعض المسلمين وثبت بعضهم، ولما علموا بحياة النبي -عليه الصلاة والسلام- عادوا إليه، وانقلبت المعركة لصالح المُسلمين، وبعد انتهاء المعركة وُزّعت الغنائم على المؤلّفة قلوبهم من حديثي الإسلام، ولم يأخذ الأنصار منها شيئًا؛ لتمكُّن الإيمان في قلوبهم، وأنزل الله -تعالى- قوله: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
