رئيس التحرير
عصام كامل

أصلبه!

في قراءات الساعة الثالثة من الجمعة العظيمة ذكرى محاكمة وصلب مخلصنا الصالح يسوع المسيح على الصليب، نلاقي وقت ما سلموه لبيلاطس البنطي علشان يحكم عليه وقالهم عايزين مين اللي يخرج؟ يسوع ولا باراباس؟ الناس كلها هتفت لباراباس.

وكان بيسألهم لأنه كان عارف أن الكهنة سلموه له بسبب حسدهم زي ما إنجيل معلمنا متى قال، لكنهم كانوا محرضين الشعب أنهم يختاروا باراباس وأنهم يطلبوا أن المسيح يتصلب، حتى لما بيلاطس غسل ايده علشان يبرأ نفسه من دم المسيح وقال: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ!".

Advertisements

لأنه كان عارف وشايف أن المسيح بار ومفهوش علة واحدة، لكن الناس كانت قابلة أن دمه يكون عليهم وعلى عيالهم، وكانوا عايزين باراباس يخرج والمسيح هو اللي يتصلب، رغم أنهم شافوا معجزاته وسمعوا تعاليمه وكان وسطهم، لكن الحسد اللي كان في قلب الكهنة وتحريضهم ليهم خلوهم ينسوا كل ده ويقبلوا أن دمه يكون عليه وعلى عيالهم.

ورغم أنه الحبيب، رفضوه ورذوله، ورغم أنه شفى وكرز وعلم بينهم، نسيوا كل ده وهتفوا ضده، وكأن قلوبهم معرفتهوش في يوم ولا حبته في يوم، وعلشان بالتجربة دي يعلمنا أن مش شرط دايمًا الناس تقابل حبنا ليها بالحب، أحيانًا بيتقابل بالنسيان وبالجحود، المهم يفضل الحب جوانا، زي ما المسيح أحبنا للمنتهى لحد ما كمل المكتوب أنه يصلب ويموت ويقوم في اليوم الثالث. 
Facebook: @pwagih

الجريدة الرسمية