رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان غزة.. توقعات بمزيد من المجازر الصهيونية.. مذابح تاريخية مروعة فى الشهر الفضيل منذ نشأة كيان الاحتلال.. وخبراء: لا بديل عن الضغط العربى والأمريكى لوقف إطلاق النار

غزة، فيتو
غزة، فيتو

تزامنا مع اقتراب حلول الشهر المبارك، حذرت العديد من الدول والمنظمات من تداعيات كارثية فى المنطقة بأكملها حال استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، إلا أن للكيان الصهيونى سجلا حافلا وتاريخا طويلا من المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطينى خلال الشهر الفضيل الذى يعد شهرا للعبادة والطمأنينة والسكون فى انتهاك صارخ للمقدسات الدينية.

فهل تقدم إسرائيل على ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح فى الشهر الكريم حال عدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس والاحتلال؟

Advertisements

وزير المفاوضات الفلسطينية الأسبق وعضو الوفد الفلسطينى فى مفاوضات أوسلو حسن عصفور، قال إن احتمالية ارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلى لمجازر خلال شهر رمضان المقبل ليست مستبعدة، مضيفا: “كل شيء ممكن مع الكيان الصهيوني، إنهم يرتكبون المجازر يوميا منذ سنوات، والان الوضع أكثر سوءا من أى وقت قد مضى، ولا يوجد ما يمنع الاحتلال على الإطلاق من مواصلة ارتكاب المجازر”، مشددا على أن دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة خلال شهر رمضان وتنفيذ وقف لعمليات إطلاق النار غير صادقة، مستشهدا بقيام واشنطن بمنع صدور بيان من مجلس الأمن الدولى يدين مجزرة الاحتلال الأخيرة فى دوار النابلسى بعد أيام قليلة من إعلانها المزعوم، وذلك بالرغم من اعتراف تل أبيب بنفسها بارتكاب هذه المذبحة، كاشفا عن أن الولايات المتحدة لم تسمح بمرور بيان ليس له أى تبعات ولا يمثل سوى إدانة معنوية وليس حتى قرارا ملزما ضد دولة الاحتلال.

وتابع وزير المفاوضات الفلسطينية الأسبق: “كل ما تقوله الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن كذب، هذه التصريحات ليست سوى محاولة لخداع العرب.. وأمريكا تكذب على الشعب الفلسطينى وتوفر الحماية من المساءلة لمجازر إسرائيل”، مشددا على أن إيقاف دولة الاحتلال لمجازرها وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطينى خلال شهر رمضان المقبل مجرد أمنيات أتمنى أن تكون صحيحة ولكن مع دولة الاحتلال لا أعتقد أنها ستكون صحيحة.

وأستطرد حسن عصفور: “دولة الاحتلال لن ترضخ لأى دعوات دولية لوقف إطلاق النار، فهى مستمره فى عدوانها الغاشم على المدنيين فى قطاع غزة والضفة الغربية منذ نحو 5 شهور والذى أدى لاستشهاد أكثر من 30 ألف فلسطينى بالإضافة إلى إصابة أكثر من 80 آلاف آخرين، وتشريد نحو مليون ونصف المليون مدنى داخل قطاع غزة، دون أى اكتراث بالتنديدات والاستنكارات الدولية.

وشدد وزير المفاوضات الفلسطينية الأسبق، على أنه لا يوجد ما يمنع دولة الاحتلال من مواصلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا لم توقف تل أبيب مجازرها أو جرائمها ضد الفلسطينيين، مضيفا: “تاريخ الاحتلال ملئ بالمجازر خلال شهر رمضان.. هذه المجازر تعود الى عنصر الكراهية المتأصل داخل النظام والعقيدة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني”.

واستبعد عصفور، توقف القتل والعدوان الغاشم ضد المدنيين والعزل سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يجبر إسرائيل على وقف مجازرها حتى الان.

الدكتور أحمد فؤاد أنور  أستاذ العبرى والخبير فى الشأن الإسرائيلي، قال إن الجانب الصهيونى بدأ منذ تأسيسه المشؤوم فى الاعتداء على المقدسات ولم يتراجع عن الهجوم على المدنيين خلال شهر رمضان منذ عام 48 وبالتحديد بعد حدوث واقعة موشيه ديان فى مدينة اللد.

وتابع الخبير فى الشأن الإسرائيلي: “وتاريخيا يمكن الإشارة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الدينية طالت الكنائس أيضا، مثل ما حدث فى بيت لحم ورام الله وما يحدث فى قطاع غزة الآن من انتهاكات منذ انطلاق عملية طوفان الأقصي”.

وأوضح أحمد فؤاد أنور أن مذبحة الحرم الإبراهيمى التى وقعت فى عام 1994 عندما قام الطبيب الصهيونى السفاح باروخ جودلشتاين باقتحام المسجد ترتبط بالأحداث الحالية بشكل خاص، لافتا إلى أن المجوعة المتطرفة التى تقود الحكومة الحالية فى تل أبيب الآن وتستغل ضعف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعتبره قدوة وصاحب كرامات والدليل على أنهم من أتباعه قول وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير إنه يضع صورته فى منزله.

واستكمل الخبير فى الشأن الإسرائيلى حديثه: “الحكومة الحالية فى إسرائيل تفكر وتدرس أن تحد من دخول المصلين الى الحرم القدسى وهذا يعد انتهاكًا لوعد بلفور والقرار الذى تأسست عليه دولة الاحتلال، حيث إن الحديث والنقاش يدور الآن على منع من هم دون الـ 60 من الدخول للحرم”، لافتا إلى أن الامر لم يحسم بعد لكنه أكد أن التضييق ومنع المصلين من دخول الحرم هو إجراء فى غاية الاستفزاز ليس لحركة حماس وليس لفصائل المقاومة وليس لقطاع غزة وليس للفلسطينيين بل استفزاز لمشاعر المسلمين والعرب فى كل مكان فى العالم وهذا الأمر يهدد مصالح الدول العظمى التى تدعم دولة الاحتلال.

وأضاف: “هذه السياسات الخرقاء يجب التصدى لها وأدانتها ولجمها لأن التمادى فيها سيؤدى إلى موجات من الغضب وقد تؤدى إلى حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة.

واختتم الخبير فى الشأن الإسرائيلي: “أعتقد أنه بالضغط العربى والأمريكى سيتم التراجع عن هذه التضييقات حتى لو كان فى إطار تجميل الصورة القبيحة للكيان الصهيوني”، معربا عن اعتقاده بأنه فى النهاية من المرجح أن تسود التهدئة فى قطاع غزة أو بالأحرى تنفيذ وقف لعمليات إطلاق النار خلال شهر رمضان بعد اتباع سياسة “حافة الهاوية” أى بمعنى الإعلان عن تفاصيل الهدنة المؤقتة والإعلان عن الدفعة التى سيتم إطلاق سراحها من سجون الاحتلال قبل شهر رمضان المبارك بأيام قليلة، مضيفا: “ربما تتضمن الصفقة تهدئة فى القدس والضفة والتراجع عن الاقتحامات التى تعد سببا اساسيا للانفجار الذى حدث فى السابع من أكتوبر عام 2023”.

 

الجريدة الرسمية