رئيس التحرير
عصام كامل

لصوص الثلاث وزارات!

من الصعب أن نقول إن لدينا ثلاث وزارات فاسدة، كشفتها الأجهزة الرقابية اليقظة الراصدة، لكن من الأدق أن نقول إن وزارات التموين والطيران المدنى والتضامن الاجتماعي ظهرت فيها عصابات تتاجر في السكر كما هو الحال فى وزارة التموين، وتتاجر في الدولار كما هو الحال في الذين اختلسوا مليون دولار من وزارة الطيران للمضاربة على الدولار والمشاركة في خنق عيشة المصريين ضمن مجموعة اللصوص الذين لم يتم كشفهم بعد وسوف يكشفون.. 

Advertisements

 

أما الفساد الثالث فهو من أغرب ما يمكن تصوره، ففى وزارة التضامن يحق لأصحاب القدرات الخاصة عدة امتيازات من بينها شراء سيارة من الخارج معفاة من الجمارك، فيقوم تشكيل عصابي من مسئولين كبار باستخراج كارت الخدمات المتكاملة لأناس في كامل صحتهم البدنية والعقلية والنفسية، ناس سليمة تماما، فيجعلونهم معاقين، ويستخرجون باسمهم أذون استيراد سيارات معفاة!


ومن المفارقات أنه بينما كان الرئيس السيسي يتحدث أمام القوات المسلحة وأبناء الشهداء احتفالا بيوم الشهيد أمس، وتذكرة بالجنرال الذهبي رئيس الأركان الشهيد عبد المنعم رياض -أقول من المفارقات- أن الرئيس قال إن هذه الحكومة لم تهدر مالا، بينما يحدث ذلك كشفت الرقابة الادارية عن قضية فساد كبرى بوزارة التضامن، بعد ثلاثة أيام فقط من ضبطها عصابة الاختلاس والمتاجرة بمليون دولار في وزارة الطيران.. وقبلها بشهر تقريبا ضبطوا 17فاسدا بوزارة التموين على رأسهم مستشار الوزير!


من المنطقي القول إن ما خفى كان أعظم، وإذا كان هناك من عزاء فهو أن الدولة اطلقت يدها لملاحقة الموظفين الكبار والصغار من اللصوص والمتاجرين بأموال وقوت الشعب.. 
 

من الطبيعي أن كل وزير مسئول عما يحدث في وزارته، بل يحدث استئذانه مسبقا في حالات واطلاعه على أدلة كاشفة، لكن لا يجب بالضرورة إقالته إلا إذا كان هو نفسه ضالعا في الفساد، كما حدث لوزير زراعة أسبق، أو يستقيل هو إن كان حساسا حريصا على صورته!


ولقد لفت انتباه الناس أمس قول الرئيس أنه لم يعاتب أحدًا، والعتاب هو المؤاخذة، وهو تلميح لم يرد الرئيس كشف من أساءوا الي البلد والناس في عز المحنة الاقتصادية، ونحن نقول لسيادة الرئيس إن معاتبة هولاء انت ضرورة لردعهم، بل إن المحاسبة والمحاكمة والمساءلة عما يفعلونه بالسوق كانت الكلمات المناسبة.. والاجراء الصارم الواجب.


لا يوجد مجتمع بلا فساد، لكن المهم عدم السكوت عليه أو التستر، وسيظل الفساد من خصائص النفس البشرية الدنيئة الى يوم الدين، وهو صحيح منتشر كالسرطان في الدول النامية لكنه منتشر أيضا في اعتى الديمقراطيات.. 


التستر عليه فساد إضافي، أما الكشف عنه فحرب عليه.. ومن الواضح أن المرحلة المقبلة هى حرب شاملة على من تاجروا بطعام الشعب.

 


تلاحقت إذن ضربات الأجهزة الرقابية والأمنية لمواطن الفساد، ولسوف تتواصل، وهذه الحملات تمثل قوة ردع صارمة لمن يغازل الشيطان دماغه، أو يخطط لمزيد من السرقات.. كل التحية والتقدير للرقابة الإدارية وأجهزة مكافحة التجار بالعملات الصعبة..

الجريدة الرسمية