رئيس التحرير
عصام كامل

حين عانقته أصبح لديه بيت

في لحظة الخلق الأولى، عندما انبثق آدم من التراب وحواء من ضلعه، تلاقت أعينهما لأول مرة. لم تكن هناك كلمات، فقط مشاعر غامرة تتدفق من القلب إلى القلب. في تلك اللحظة، شعر آدم بحاجة ملحة للاحتضان، ففتح ذراعيه على مصراعيه، وضم حواء إليه في عناق دافئ. كان عناقا معبرا عن مشاعر متضاربة.. الحب والامتنان والسعادة والخوف من المجهول.

 

في حضن آدم شعرت حواء بالأمان والحب والدفء، وكأنها قد وجدت مأوى من كل المخاطر. كان عناقا مقدسا، رمزا لبدء رحلة الحياة معا، رحلة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنها أيضا مليئة بالحب والأمل. في تلك اللحظة، ولد الحب الأبدي بين آدم وحواء، حب لا ينطفئ ولا يقهر.

Advertisements

 

عندما يطوق الرجل المرأة بذراعيه، فإنها تعتبر ذلك حضنا يحتويها ويوفر لها الأمان والراحة، غير أن ما قد لا تعرفه هي هو أن الرجل نفسه يشعر بين ذراعيها وكأنه يسبح في محيط من الحنان والسعادة.

أعظم أنواع الحب

عندما يعانق الرجل المرأة التي يحبها، يشعر وكأن الكون كله يرتاح على كتفيه. إنه لحظة تجعله يتيقن من أنه قادر على مواجهة أي شيء في الحياة، وأنه يمتلك قوة لا تضاهى. إنها لحظة ينغمس فيها في حبه للمرأة ويشعر بأنها أغلى ما يملك.

 

أثناء العناق، يشعر الرجل بأن السماء تقبل جبينه وتبارك هذه اللحظة المميزة. إنها لحظة تواصل عميق بين روحين، حيث تندمج الأرواح وتتبادل الحب والدفء. في هذه اللحظة، يشعر الرجل بأنه محظوظ لأنه يملك هذه المرأة السخية بمشاعرها وصدقها في حياته.

 

وكما تداعب الرياح شعر رأسه، يداعب الحب والعاطفة قلبه. فالعناق يحمل في طياته لحظات من السكينة والسعادة والانسجام. إنها لحظة يستريح فيها الرجل ويشعر بالسلام الداخلي، تماما كما يهدهد الطفل أمه قبل أن يغفو في حضن الأمان.

 

العناق بالنسبة للرجل ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو لحظة يعيشها بكل تركيز وعمق. إنها لحظة يعبر فيها عن مشاعره ويقدم للمرأة التي يحبها أعظم نوع من الحب والحماية والدعم.

 

 

يجب على حواء أن تدرك أن الرجل يجد السعادة والراحة والإلهام عندما يحتضنها. إنها لحظة يعيشها آدم بكل مشاعره الصادقة، وتكمن فيها قوته وحنانه وحبه.. في زحمة الحياة وضغوطها، قد تصبح مشاعرنا مثقلة بالهموم والأحزان، ونحتاج إلى حضن دافئ ينسينا آلامنا ويعيد لنا الأمل.. حين يتعانق رجل وامرأة، فإنه يمنحها بيتا بين ذراعيه، فيما تعلمه هي لغة كاملة.

الجريدة الرسمية