رئيس التحرير
عصام كامل

سمات التعليم الأرثوذكسى (1)

من المعروف أن التعليم الأرثوذكسى سمات عديدة، وهذه السمات تتميز عن سمات التعاليم الطائفية، كما أن هذه السمات تكشف التعاليم الخاطئة وأصحابها، بل وأيضًا تقاومها وتحكم عليها بالإضافة إلى ذلك أنها تعاليم مُسلمة للكنيسة، ولها أهداف بناءة، وفى مقدمة سمات التعليم الأرثوذكسى:

 

أولا، أنه تعليم كتابى، أى تعاليم مصدرها الكتاب المقدس بعهديه، الموحى به ككل من الله، كما شهد القديس بولس الرسول بقوله "كل الكتاب هو مُوحى به من الله، ونافع للتعاليم والتوبيخ والتقويم والتأتيب الذى فى البر" (2 تى 16:3). لذلك التعليم الأرثوذكسى مصدره الكتاب المقدس ويستند عليه دائمًا، ويتفق مع ما جاء به، ويرفض أية تعاليم تتعارض مع الكتاب.. 

Advertisements

 

أسنادًا لوصية الكتاب التى قالها بولس الرسول "إن بشرناكُم نحنُ أو ملاكٌ من السماء بغير ما بشرناكُم، فليكُن أناثيما، كما سبقنا فقُلنا أقُولُ الآن أيضًا إن كان أحدٌ يبشرُكُم بغير ما قبلتُم، فليكن أناثيما" (غلاطية 8:1،9). 

 

ومن الملاحظة على كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، بأن الكتاب المقدس له مكانة كبيرة فيها، لأنه مصدر تشريعى من مصادر تشعريعاتها، كما أنه مصدر من مصادر الليتورجيات بها، وجزء لا يتجزأ من طقس كل ليتورجية، فمن هنا نجد أن فى كل ليتورجية كنسية، يُقرأ فصل أو عدة فصول من الكتاب المقدس بعهديه أثناء تأدية الليتورجية، لأن بسلطان الكهنوت، وكلمة الله والصلاة يتم التقديس، كما أشار القديس بولس الرسول بقوله "يُقدسُ بكلمة الله والصلاة" (اتى 5:4).


ثانيا، تعليم حسب التقليد المقدس.. ويؤكد على هذا القديس بولس ويوصى الكنيسة ويوصينا نحن أيضًا بالثبات والتمسك بما جاء فى التقليد المكتوب أو الشفاهى، وهذه هى وصيته "فاثبتوا إذًا أيها الإخوة وتمسكوابالتقاليد التى تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا" (2 تس 15:2). 

 

لذلك قلنا أن من سمات التعليم الأرثوذكسى أنه يكون حسب التقليد المقدس، ويتفق معه ولا يعارضه، فلذا كنيستنا هى كنيسة تلقب بأنها كنيسة تقليدية، أى أنها تؤمن بالتقليد، وتعلم به وتعيش حسبه وذلك منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا. 

 

ثالثا، تعليم آبائى أي تعاليم آباء الكنيسة في الحياة الكنسية والرعية. وجرى العرف على ضرورة توفر أربع صفات فيمن يُعتبرون أباء الكنيسة، ويؤخذ بتعاليمهم فى الكنيسة: أرثوذكسية العقيدة والحياة التقوية والقداسة وقبول الكنيسة لهم ولتعاليمهم، وأن يكونوا من آباء القرون الخمسة الأولى  للميلاد قبل الانقسام الذى حدث عام451م.

 

 

وهذا يعطينا فكرة عن دور الكهنوت الخاص، بدء من آبائنا الرسل الأطهار وخلفائهم الآباء البطاركة والأساقفة والآباء الكهنة في الكرازة بالإيمان وخدمة الكلمة والحياة التقوية والقيادة في الحياة الروحية، إكليروسًا وشعبًا مع الله.                                                                              

الجريدة الرسمية