فن تحويل الأثاث إلى قطع فنية.. مؤمن صاحب ورشة دهان: الدوكو يمتاز بجودته العالية ولمعانه.. «الاستور بيعيش كتير».. والأسعار تصل لـ 8 آلاف للغرفة (فيديو)
على أطراف إحدى المناطق الشعبية وتحديدًا فى منطقة دار السلام بمحافظة القاهرة، تنبعث رائحة الطلاء التي تحمل بين طياتها قصة نجاح رجل شغوف بمهنته. مؤمن محمد، استورجي بارع يمتلك خبرة تزيد عن 20 عامًا، اختار الدهان كمسار احترافي بعدما ترك ورشة جده التي اشتهرت بصناعة الأثاث، جامعًا بين النجارة والدهان. ورغم إتقانه للنجارة، وجد مؤمن شغفه الحقيقي في فن الدهان، الذي يعتبره وسيلة لتحويل الأثاث إلى لوحات فنية تعكس ذوق العميل وتضفي خصوصية على المكان.
الدهان.. أكثر من مهنة
يقول مؤمن: "الدهان مش مجرد صنعة، هو فن حقيقي. كل قطعة موبيليا هي لوحة أنتجها خصيصًا بناءً على طلب العميل". ويعمل مؤمن على دهان مختلف أنواع الأثاث، بدءًا من غرف النوم إلى غرف الأطفال وقطع الموبيليا المتنوعة، مستخدمًا تقنيات متنوعة لخلق قطع مميزة.
ويضيف مؤمن بفخر: ورغم صعوبة هذه المهنة، التي تتطلب دقة وصبرًا كبيرين، يرى مؤمن نفسه فنانًا قبل أن يكون حرفيًا. "كل قطعة موبيليا هي تحدٍ جديد؛ العميل يطلب شيئًا خاصًا وأنا أعمل على تنفيذه بأفضل شكل ممكن".









تحديات ارتفاع الأسعار
ويوضح مؤمن انة مع ازدياد تكلفة المواد الخام (المون)، ارتفعت أسعار الدهان بشكل ملحوظ، ما دفعه للتكيف مع هذه التحديات. يشير إلى أن أسعار دهان غرف النوم تتفاوت بناءً على نوع الدهان المستخدم. "دهانات الدوكو، التي تمتاز بجودتها العالية ولمعانها الفاخر، تُكلف حوالي 7 إلى 8 آلاف جنيه للغرفة الواحدة وهذه سعر الخامات فقط، بينما دهانات الاستور، المعروفة بطول مدة جودتها، تصل تكلفتها إلى 5 آلاف جنيه فقط".
ومع ذلك، فإن تحديد السعر النهائي يعتمد بشكل كبير على التفاصيل الدقيقة في الأثاث، خصوصًا إذا كانت القطع مصنوعة من خشب الموسكي، الذي يتطلب مجهودًا أكبر في الدهان.






العودة بعد الركود
وشهد عام 2023 انتعاشًا جديدًا في مجال الأثاث بعد ركود طويل دام عامًا كاملًا. "تحركت المياه الراكدة وبدأنا نرى الإقبال يعود من جديد"، يقول مؤمن بسعادة. وتستغرق عملية دهان الغرفة الواحدة ما بين 7 إلى 10 أيام، وهو وقت يكفي لتقديم عمل متقن.
الإبداع في التفاصيل
ويضيف مؤمن لا يقتصر العمل على تنفيذ طلبات العملاء فقط، بل يحرص على تقديم اقتراحات فنية تلائم احتياجاتهم. "بعض العملاء يفضلون الدوكو لجودته العالية، بينما يختار آخرون الاستور نظرًا لمتانته وسعره الاقتصادي"،.
وقصة مؤمن محمد ليست مجرد قصة استورجي ماهر، بل هي قصة شغف وحب لفن الدهان، ورحلة مليئة بالتحديات والإبداع. وسط ضجيج ورشته وألوان الطلاء المتناثرة، يستمر مؤمن في صنع قطع فنية تحمل بصمته الخاصة، تاركًا وراءه إرثًا مميزًا يضيف البهجة إلى منازل عملائه
