رئيس التحرير
عصام كامل

لا تظلمنَّ.. فالظلم نهايته الندم!

هل جربت مرارة الشعور بالظلم في حياتك؟! وكيف كان رد فعلك.. هل فوضت أمرك لربك أم دعوت على من ظلمك.. وكيف استكانت روحك، وهدأت مشاعرك.. هل خالجك يقين بأن عين المظلوم تنام وعين الله لا تنام.. وهل تذكرت قول الله عز وجل لدعوة المظلوم: "وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين".


والسؤال لمن ظلم غيره أو ظلم نفسه: كيف استطعت النوم وقد تسببت في تعاسة وشقاء غيرك.. أو أوردت نفسك موارد التهلكة.. وهل تذكرت أن الله لك بالمرصاد، وأنك حتما ستشرب من الكأس ذاتها التي سقيت المظلومين منها.. تذكر دائمًا أنك إذا كنت قويًا بمالك أو جاهك أو سلطانك أونفوذك أوعلمك أو عزوتك وعشيرتك فهناك من هو أقوى منك!

Advertisements

الظلم ومظالم العباد


الإحساس بالظلم أتعس شعور يكابده الإنسان في حياته؛ فهو يورث الشعور بالمهانة والمذلة والضعف والدونية.. وربما اليأس من استعادة الحق أو رد الأذى؛ ومن ثم الضيق بالحياة كلها، وربما الرغبة في الخلاص منها في لحظة ظلام تطفىء نور الحياة في عين المظلوم المغبون.. وهو –أي الظلم- لكل هذه المساويء ظلمات في الدنيا لن يفلت الظالم من عدالة السماء حتى لو نجح في الإفلات من عدالة البشر.


ولا عجب والحال هكذا أن تتوالى تحذيرات الشرع من مغبة الظلم.. يقول نبينا الكريم رواية عن ربه في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا".. ويقول الإمام على كرم الله وجهه:
 لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِرًا     فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
 تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ       تدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ


مظالم العباد لا يتسامح الله فيها ما لم يسامح اصحابها فيها.. وتتعدد ألوان الظلم، بدءًا من إساءة اللفظ والسب والشتم، مرورا بالاعتداء البدني، وأكل أموال  الناس بالباطل وانتهاء بقتل النفس بغير حق.. وتلك أعظم الحرمات.. يقول النبي الكريم "كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه". 

 

 

فبادر بالتحلل من المظالم قبل فوات الأوان.. فلا تدري إن جن ليل أن يطلع الفجر.. ولا تقبل توبة ولا يرفع للمرء عمل صالح حتى يبرأ من الظلم ويرد الحقوق لأصحابها ويتطهر من الظلم ويطلب العفو ممن ظلمه.. وحتى لو نويت الحج وهذا ركن من أركا ن الإسلام فلابد أن تطلب المسامحة ممن ظلمت حتى تعود منه كيوم ولدتك أمك.. اللهم ردَّنا إلى الحق وطهرنا من الظلم.

الجريدة الرسمية