رئيس التحرير
عصام كامل

الأهم من الوزير!

طالبت تنسيقيةَ شباب الأحزاب بضرورة تعيين وزير للاستثمار للنهوض به فى البلاد.. وهذا الطلب من المحتمل أن يفيد في زيادة نأملها في الاستثمارت، ونحن في أشد الحاجة إليها لتجاوز أزمتنا الاقتصادية.. ولكن هل هذا يكفى؟! 


مثلا نحن لدينا وزير للرياضة والشباب وليس لدينا نهضة رياضية، ولا لدين اهتمام واسع بالشباب.. ولدينا وزير للثقافة وليس لدينا نهضة ثقافية في الفن والأدب والفكر.. ولدينا وزير للقطاع العام، وشركات له تحقق خسائر وقمنا بتصفيتها وبيع آلاتها وأرضها المقامة عليها، ويمكن تقديم أمثلة أخرى عديدة نحظى فيها بوزراء ولا نحظى بازدهار في نطاق عمل هؤلاء الوزراء، وفى مقدمتها التعليم والصحة.

Advertisements

  
بل لقد كان لدينا في وقت من الأوقات وزير للاستثمار بالفعل لعدة سنوات، ولم نظفر بنهضة استثمارية والدليل أننا مازلنا نعتمد في تدبير احتياجاتنا الأساسية من الخارج، ونستورد ليس فقط المنتجات نهائية الصنع وإنما العديد من مستلزمات الإنتاج أيضا!

 

إذن مشكلة الاستثمار في بلدنا لا تكمن في عدم وجود وزير متفرغ للاستثمار لدينا، وبالتالى فإن تعيين وزير للاستثمار لا يكفى لحل مشاكل الاستثمار لدينا.. إنما مشكلة الاستثمار في بلدنا تكمن في السياسات المناهضة للاستثمار التى نطبقها، وتتيح البيروقراطية إفساد أى عمل استثمارى باستخدام ألاعيبها المختلفة التى تطفش المستثمرين والراغبين في الاستثمار، ابتداء من منح الترخيص وموافقات الجهات المعنية حتى تخصيص الأراضي  للمشروعات.. 

 

 

التخلص من هذه السياسات هو ما نحتاجه أولا، ثم لا بأس بعد ذلك من تعيين وزير للاستثمار، حتى لا نكون قد تكلفنا أعباء مكتب جديد وسيارات جديدة لمعالى الوزير، ومرتبات جديدة لمساعديه ومستشاريه إلى آخره، دون أن نحقق ما نصبو إليه من زيادة في الاستثمار!

الجريدة الرسمية