رئيس التحرير
عصام كامل

لا تغضب

وقال لى طبيبي الأهم ليس الدواء.. الأهم أن تبتعد عن كل ما هو مثير للإحباط أو يؤدى إلى حالة مزاجية تقودك إلى حيث لا ترغب من الأمراض والمعاناة.. بسيطة.. لابد وأن أسعى لتطبيق روشتة الدكتور فأنا بطبعى لا أميل إلى الأدوية وأسعى طوال عمرى إلى الاعتماد على الاستشفاء الذاتي وقد نجح جسدى في كثير من المعارك.


خرجت من عيادة الطبيب واستقليت سيارتى.. كان الطريق مزدحما ومن خلفى يقيم سائق الميكروباص فوق آلة التنبيه.. استفزنى غير إنى لابد وأن أحافظ على وعدي لطبيبي.


مهمة الحكومة

مضى بنا الشارع قليلا.. لجنة من رجال المرور يفتشون في الأوراق.. اخرجت ما طلب منى الضابط المسئول وبينما يعاين أوراقى كان على بعد متر واحد تكتوك يسير عكس الاتجاه.. سألنى الضابط عن الحزام فسألته عن مصير سائق التكتوك.. دفعت المخالفة دون أن أمعن في ماهية المرور ودوره لأن ذلك قد يقودنى إلى عكس ما طلب منى الطبيب.


غادرت لجنة المرور وصعدت على كوبرى المنيب.. كان الليل قد حل وعلى رصيف الكوبرى تراصت الكراسي البلاستيكية وانتشر باعة الحمص والذرة المشوى وتحول الكوبرى إلى سويقة خلفت وراءها من أكوام القمامة ما لم يلذ وما لم يطب.. لا عليك فالكوبرى كوبرى الحكومة وليس كوبرى أهلك.


نزلنا من على الكوبرى وعلى كورنيش المعادى لابد وأن تقف مشدودا في طابور السيارات لأن الأندية والكافيهات وقاعات الأفراح تسيطر على الشارع وتمارس ما لا يمارسه رواد الأفراح الشعبية.. لا عليك فالشارع ليس شارع أبوك.. اترك الأمر لأهله.


وصلت إلى المنزل، قررت أن أشاهد فيلما أبيض واسود.. إعلانات الفواصل عن العجز الجنسي ووصفات العطارين وبعضها عن فك السحر ومواجهة الحسد.. شيء لا يصدقه عقل.. تمهل ولا تمعن فيما يمكن أن يذهب بك إلى عكس ما طلب منك الطبيب.. لقنوات ليست قنوات أبي ولا أمى وليس من حقى ممارسة سلطة الرقابة عليها فتلك مهمة الحكومة.

 

انتقلت عبر الريموت كنترول إلى قناة رياضية مصرية.. مبارة بين فريقين مصريين.. ٢٢ لاعبا يجرون خلف الكرة مثلهم مثل هؤلاء الذين شاهدناهم في كأس العالم، لديهم كرة وملعب وحكم وجمهور واستاد كبير غير أن معظمهم عاجزون عن الكر والفر والاشتباك والتسجيل.. كان المعلق مستفزا يحدثنا عن جمال وروعة الأداء. 

 

 

تمهلت قليلا وقاومت الغضب وغيرت القناة إلى أخرى. نشرة الأخبار وكان الدكتور مصطفى مدبولى يتحدث إلى الناس، كل الناس ويصارحهم بأن حكومته لا تنام الليل وهذا سر نجاح ضبطها للأسعار.. عند هذا الحد كان لابد من فاصل من السب والقذف وحالة من الغضب ليس ضد رئىس الوزراء لا سمح الله ولكن لأن الكهرباء انقطعت رغم ما حققناه من فوائض!

الجريدة الرسمية