رئيس التحرير
عصام كامل

كيف كشفت حادثة المنشية الوجه القبيح للإخوان.. ولماذا عزل الثوار محمد نجيب؟

حادثة المنشية
حادثة المنشية

فى مثل هذا اليوم مساء 26 من أكتوبر 1954 وفي ساحة ميدان المنشية بالإسكندرية، حيث تجمع آلاف المواطنين لسماع خطاب اللبكباشى جمال عبد الناصر رئيس الوزراء في حكومة الثورة الذي سيلقيه بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز. 

اعتلى عبد الناصر المنصة الرئيسية للحفل وبجواره المشير عبد الحكيم عامر والصاغ صلاح سالم وحسن إبراهيم  والشيخ أحمد حسن الباقورى ـ وزير الأوقاف وقتئذ ـ والسيد الميرغنى وزير الزراعة السودانى.. وما أن بدأ عبد الناصر الكلمة حتى سمع صوت طلقات رصاص مصوبة ناحيته وانقلب النظام واختلطت الأمور، فصاح عبد الناصر في كلمات مرتجلة يقول: أيها الأحرار حياتى فداء لكم، دمى فداء لمصر، أتكلم إليكم بعد أن حاول المغرضون الاعتداء على، فدمى فداء لكم وحياة عبد الناصر ملك لكم.

الكرامة والحرية 

وأضاف: "أنا لست جبانا، أنا قمت من أجلكم، من أجل عزتكم وكرامتكم وحريتكم، أنا جمال عبد الناصر منكم ولكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وعزتكم وكرامتكم".

محمود عبد اللطيف المتهم بمحاولة اغتيال عبد الناصر 

وقال بأعلى صوته: يا إخوانى.. دمى من دمكم وروحى من روحكم ومشاعرى من مشاعركم وأنا مستعد أن أموت في سبيلكم وفى سبيل الله.. سيروا على بركة الله، الله معكم ولن يخذلكم فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة عبد الناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم فكافحوا.. وإذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل منكم عبد الناصر.

تحقيق الزعامة 

تعالت هتافات الجماهير "الله معك يا جمال" على الهواء وبهذه الكلمات حقق جمال الزعامة واحتل القلوب، وزادت من رصيده عند الجماهير فقد كانت الكلمة مذاعة على الهواء وسمع الشعب كله والعالم  أجمع طلقات الرصاص التي قدرت بثمانى طلقات متتالية مصوبة فى اتجاه المنصة.

سمكرى إمبابة 

وفى اليوم التالى ظهرت صحف الصباح في صدر صفحاتها الأولى نبأ القبض على القاتل محمود عبد اللطيف الذي يعمل سمكريا  بشارع السلام في إمبابة، وكادت الجماهير تفتك به وبزملائه، وقالت جريدة الأهرام  إن الجانى ومعه ثلاثة ضبطوا يحملون الأسلحة  وهم ينتمون إلى جماعة الإخوان، وأن المحرض الأول على الجريمة هو المحامي هنداوي دوير وأن المرشد العام للجماعة حسن الهضيبي كان على علم بخطة محاولة اغتيال جمال عبد الناصر ورفاقه.

أثبتت التحقيقات انتماء المتهم إلى الجهاز السرى لجماعة الإخوان، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم.

محكمة خاصة 

بعد الحادث بأيام أصدر مجلس قيادة الثورة برئاسة عبد الناصر قراره  بتأليف محكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بمحاولة اغتياله باسم محكمة الشعب، في قضية سميت بحادث المنشية، برئاسة قائد الجناح جمال سالم وعضوية القائمقام أنور السادات والبكباشى حسين الشافعى، وتقرر عزل اللواء محمد نجيب من رئاسة الجمهورية لاتهامه بأنه كان على صلة بجماعة الإخوان.

ومع الاعترافات بدأ نشر أنباء عن مخازن أسلحة للجهاز السرى في جميع المحافظات الذى تم القبض على أفراده وتم محاكمتهم أمام محكمة الشعب.

الجريدة الرسمية