رئيس التحرير
عصام كامل

حافظ للقرآن وبردة البوصيري وواعظ جماعة الإخوان.. الوجه الآخر للكاتب أنيس منصور

الكاتب الصحفى أنيس
الكاتب الصحفى أنيس منصور

من أشهر رموز الصحافة والأدب والفلسفة في مصر، مؤلفا وكاتبا موسوعيا وصف بـ"ابن بطوطة" القرن الواحد والعشرين وفيلسوف البسطاء وعدو المرأة والزواج بالرغم من أنه تزوج كبيرا، وصفه الدكتور طه حسين بأنه أكبر قارئ في العالم العربي، هو الكاتب الصحفى أنيس منصور الذى ترك العديد من المؤلفات التي أثرت المكتبة العربية علما وأدبا التي زادت على 200 كتاب ورحل في مثل هذا اليوم عام 2011.

ولد الكاتب أنيس منصور عام 1924 محافظة الدقهلية حفظ القرآن، وبردة البوصيري وهو لم يعرف القراءة بعد، في القرية كما قال في كتاباته كان يذاكر على لمبة جاز حتى احترقت رموشه، وكان متفوقا في دراسته الثانوية على جميع أقرانه في جميع أنحاء مصر، حيث كان صاحب الترتيب الأول لطلاب الثانوية العامة على مستوى مصر كلها.

عضوية الاخوان المسلمين 

تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة وبدأ حياته مدرسا للفلسفة الحديثة بكلية الآداب جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، انضم إلى جماعة الشبان المسلمين وهناك عينوه أمينا للمكتبة وواعظا يلقى خطبة الجمعة بمساجد البدرشين، وعندما اكتشفت الجماعة دراسته للفلسفة عزلوه من الجماعة.

الكاتب الصحفى أنيس منصور فى مكتبه 

تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مجلات الأساس، العروة الوثقى، مايو، الجيل، ومنها إلى مؤسسة أخبار اليوم والكتابة في الأدب التي عمل بها مع زميله وصديقه كامل الشناوي، حيث تتلمذ على يد مؤسسيها الأستاذين مصطفى وعلي أمين، 

رائحة الحبر 

عن هذه البداية قال أنيس منصور: تعلمنا من مصطفى وعلي أمين أنه أفضل للكاتب أن يموت واقفا على أن يعيش قاعدا،  وأن الحرية هواء يجب ألا نرضى عنها بديلا، وأن أجمل رائحة في الدنيا هي رائحة الحبر، وأن أروع سيمفونية في العالم هي صوت المطابع وهي تدور، وأن النوم على الأرصفة أفضل من سجن 5 نجوم.

انتقل أنيس منصور إلى مجلة آخر ساعة، وكتب في الصفحة الأخيرة بدلا من الأستاذ التابعي، ورأس تحرير مجلة "هي" مع الأستاذ على أمين، ورأس تحرير مجلة "الجيل" بدلا من موسى صبرى.

أستاذية مصطفى أمين 

يقول أنيس منصور: فى مجلة الجيل قدمنى مصطفى أمين للقراء في افتتاحية المجلة، بينما عين مصطفى أمين نفسه مديرا لتحرير الجيل تحت رئاستى، موقف عجيب في زمن جميل قام به مصطفى أمين أراد به كعادته في رعاية الشباب الصحفيين أن يطلق نجما جديدا من شارع الصحافة فكتب مقالا في افتتاحية العدد يقول فيه: عزيزى أنيس لا تتصور أنى أكتب لأهنئك برئاسة التحرير، أن منصب رئيس التحرير أكبر خازوق في تاريخ الصحافة، ولا أريد أن أهنئك بالجلوس فوق الخازوق.

أنيس منصور وزوجته رجاء حجاج 

وعند إصدار مجلة أكتوبر اختار السادات أنيس منصور رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف، وتحرير مجلة أكتوبر عام 1976، واختتم حياته كاتبا متفرغا بجريدة الأهرام.

يقول أنيس منصور: فى عام 1975 كان من المفروض أن أكون وزيرا فى حكومة الدكتور عبد العزيز حجازى واتصلوا بى لكنى اعتذرت وقلت أنا كاتب ولا أصلح لأى عمل آخر.

أدب الرحلات 

من أشهر مؤلفاته كتابه في أدب الرحلات “200 يوم حول العالم “ الذى وثق فيه رحلاته حول العالم، إلى جانب العديد من المؤلفات التي تحول بعضها إلى مسلسلات تليفزيونية منها:من الذي لا يحب فاطمة، حقنة بنج، اتنين.. اتنين، عريس فاطمة، غاضبون وغاضبات، هي وغيرها، هي وعشاقها، العبقري، القلب بدأ يدق، الماضى يعود.سجل خواطر حياته وبعضا من ذكرياته فى كتاب “عاشوا فى حياتى ”، كما ترجم العديد من الكتب والأعمال الأدبية إلى العربية، وقدم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة و5 روايات مترجمة، و12 كتابا لفلاسفة أوروبيين، كما ألّف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية أشهرها "حلمك يا شيخ علام" التي قام ببطولتها في المسرح أمين الهنيدى.


أصدر خلال مشواره الفني أكثر من 700 قصة قصيرة، كتب المجموعات الأولى منها باسم مستعار "سيلفانا" لأنه لم يكن معروفا وعندما أصبح له جمهور عريض بدأ يكتب اسمه الحقيقي، وكتب في الأهرام أول مقالاته ينعى فيه زميلته الآنسة سيلفانا ماريللا ـ الاسم المستعار الذي كان يوقع به خوفا من أن ينتحل أحد هذا الاسم.

جائزة مبارك 

حصل أنيس منصور على جائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، كما فاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، وحصل أيضا على جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2001، والجائزة التشجيعية من المجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981.

الجريدة الرسمية