رئيس التحرير
عصام كامل

مشترك الكهرباء الملعون

مشهد جذب انتباهي، ضمن الإطار الدعائي لمبادرة اتحضر للأخضر، ضمن استعدادات مصر لإقامة مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، وكان هذا المشهد رغم قصر وقته كفيلا، بأن يدب الرعب فى نفسي، ويضعنى ويضع الجميع فى خانة الحذر والحرص الذي لايمنع بالطبع وقوع قدر، لكنه الأخذ بأسباب الحيطة مما لا تحمد عقباه، وقد نخسر بسببه الأهل والمال.

 

كان المشهد لأحدهم وهو يضع مجموعة من الأجهزة الكهربائية فى مشترك واحد، ولا ينتبه أفراد أسرته إلى هذا المشترك الذي بدأ يئن من كثرة الأحمال، ويخرج شرارات لهب متقطعة من الضغط عليه. وغادر الجميع الشقة، وأظلمت الأنوار، وتركز المشهد مع هذا المشترك الذي لم يتحمل ضغوط الأجهزة المشغلة، وما لبث أن انفجر لتتساقط قطع النار في جنبات الشقة الخالية من أصحابها، الذين تركوها لوقت قصير وسيعودون وقد باتت جحيما.

نصائح عامة

أذكر يوما كنت أبيت مع أبي رحمه الله بإذنه تعالى، في منزله، وقد كان يتناول علاجا لأمراض القلب تجعله يغط في نوم عميق، وبالصدفة استيقظت فجرا على جرس الهاتف الأرضي يدق بطريق الخطأ، ومعه وجدت سحب الدخان الأبيض الكثيف تنتشر داخل الشقة، مع ضوء نيران متحرك من داخل حجرة أخرى غير التي ننام بها أنا وأبي.

 

فزعت من فوري أتخبط في قطع الأثاث، لا أرى ما حولي، موقظا أبي، ثم مهرولا إلى فصل قواطع التيار العمومية عن الشقة، ثم التعامل مع النار بطفاية حريق كان قد اشتراها خصيصا لأي طارئ.. هدأ الموقف ومر بسلام، وتواصلت مع فني مختص لإصلاح أحد خطوط الكهرباء داخل الشقة، وهو الذي اشتعل بفعل ضغط أحمال الثلاجة على مشترك كهرباء، ما أدى إلى انصهاره ومن ثم اشتعاله ولولا عناية الله وامتدت النيران إلى قطع الأثاث.

 

وأخبرنى الكهربائي أن مشتركات الكهرباء أيا كانت جودتها ونوعها ومصدرها، لاتتحمل مطلقا الأجهزة الكهربائية ذات القدرات والأحمال العالية، مشددا بالقول: "ألف باء كهرباء يا أستاذ لا تضع ثلاجة ـــ ديب فريزرــ غسالة أوتوماتيك ــ مدفأة ــ فرن ميكروويف ـــ سخان مياه ــ براد مياه كهربائي (كاتيل)"، إلا فى قطعة كهربائية "بريزة" مخصصة لتحمل القدرات والأحمال العالية.

 

 

فُجعت مؤخرا فى مصاب شقيق أحد الأصدقاء، إذ تفحمت شقته بعد أن نسي مشترك التلفزيون فى مصدر الكهرباء، ورغم أن الجهاز كان فى وضع السكون، شاءت إرادة الله أن تشتعل النيران من مصدر لم يتوقع ولا يتوقع أحد اشتعاله تماما.. أعيد القول إن الحذر مهما بلغت درجته لا يمنع وقوع المكتوب والمقدر، ولكن الحذر والأخذ بأسباب السلامة والعناية مهم لحفظ النفس والمال، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وقانا الله وإياكم جميعا  فواجع الأقدار.

الجريدة الرسمية