رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم صبغ شعر المرأة باللون الأسود؟ الإفتاء تجيب

حكم صبغة المرأة لشعرها
حكم صبغة المرأة لشعرها باللون الأسود

 قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى « يوتيوب»: إن صبغ الشعر من الأمور الجائزة شرعًا على أن يلتزم صاحبه بصبغه باللون البني أو الدرجات الداكنة منه بما لا يغير من شكل صاحبه كثيرًا.

وأوضح أمين المرأة، في إجابته عن: حكم صبغة المرأة شعرها باللون بالأسود؟، أنه بالنسبة للمرأة لا مانع من أن تصبغ شعرها تزينًا لزوجها بأي لون كان حتى ولو كان الأسود، مشيرًا إلى أن المرأة خلقت وفي فطرتها حب الزينة والجمال.

 

وتابع أنه يجوز للفتاة المخطوبة والعزباء أن تصبغ شعرها أيضًا إذا كانت تريد زيادة في جمالها أو كانت تعانى من شعر أبيض يؤثر على نفسيتها.


حكم صبغ الشعر لإخفاء الشيب


زوجتى تعانى من كثرة الشيب فى شعرها فهل لها أن تصبغه؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور صبري عبدالرؤوف، أستاذ بجامعة الأزهر، وذلك خلال برنامج "السائل والفقيه" المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم.

 

وأبان أن الشيب الذى يظهر فى الشعر قد يكون لكبر السن وقد يكون لعوامل وراثية، فعلى زوجتك أولًا أن تذهب للطبيب ليبين لها سبب ذلك لأن مسألة الشيب هذه قد تحتاج إلى أمور غذائية معينة، ثم بعد ذلك إذا أرادت أن تصبغ شعرها عليها ان تستعمل الحناء فلا باس فى هذه المسألة.


حكم صبغة المرأة لشعرها باللون الأسود
 

وفي السطور التالية بعض آراء الفقهاء في حكم صبغة المرأة شعرها باللون الأسود فبعضهم قالوا بإباحة صبغ المرأة لشعرها بالسواد بقصد التزين لزوجها وهم لهم اعتبارات متعددة؛ فمنهم من أباحه – أصلًا – للرجال، وهذا لا إشكال عنده في استعماله من قبل النساء، ومنهم من قصر المنع على الرجال كالحليمي من الشافعية.


لكن بعض أهل العلم الذين ذهبوا إلى عموم النهي، أجازوا الصبغ بالسواد للمرأة التي تتزين به لزوجها، وقالوا: إنها إنما تنهى عن ذلك إذا كان يترتب عليه تدليس أو غش، وهو ما لا ينطبق على صبغ المرأة شعرها بالسواد لزوجها. ومن هؤلاء إسحاق بن راهويه.


وذهب أكثر العلماء إلى كراهة الخضاب بالسواد، وجنح النووي إلى أنها كراهة تحريم، وأن من العلماء من رخص فيه في الجهاد ولم يرخص في غيره، ومنهم من فرَّق في ذلك بين الرجل والمرأة فأجازه لها دون الرجل واختاره الحليمي. انتهى


وقال ابن قدامة – رحمه الله -: ورخص فيه – أي: الصبغ بالسواد - إسحاق، للمرأة تتزين به لزوجها.

 

حكم صبغ الشعر باللون الأسود للرجال

ومن جانبه أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن صبغ الشعر بالسواد هنا هو تغيير لون الشعر بالدهان من لونٍ أبيض إلى أسود.


وأوضح، أنه قد أجمع الفقهاء على جواز صبغ الشعر بالسواد، بل واستحبابه في حالة الحرب، ليظهر الجنود أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو.

أما في غير ذلك فقد اختلفوا:
فذهب الجمهور من الحنابلة والمالكية والحنفية إلى كراهته.


وذهب الحنفية في رأي آخر إلى الجواز، ولو في غير الحرب، وهو مذهب أبي يوسف القاضي، لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ» (سنن ابن ماجه/ 3625).


وقد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم: سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما وغيرهما، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو.
وذهب الشافعية إلى حرمة صبغ الشعر بالسواد لغير الجنود.


حكم صبغ الشعر للرجال والنساء

من جانبه، بين الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الفقهاء اختلفوا في حكم الاختضاب -صبغ- بالسواد مع إجماعهم على جوازه في الحرب، ليظهر المجاهدون أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو؛ فمنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بتحريمه فيما عدا الجهاد، ومنهم من رخّص فيه مطلقًا ورأى أنه لا حرج على فاعله.

 

وأشار«جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم صبغ الشعر بالسواد؟»، أن دليل من قال بتحريمه: فهو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» رواه أبو داود والنسائي.

 

وتابع: وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتِيَ بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» رواه مسلم في "صحيحه" وأبو داود في "سننه"، والأصل أن النهي يقتضي التحريم، والقائلون بالكراهة يحملون النهي هنا على الكراهة؛ لتعلقه بأمور العادات.

 

وواصل: وأما أصحاب الرأي القائل بالجواز فيستدلون بحديث صهيب الخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا -أي للشيب- السَّوَادُ؛ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ أعدَائكم» رواه ابن ماجه وحسَّنه البوصيري.

 

واستكمل: أنه قد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام وغيرهما، ولم يُنقل الإنكار عليهم من أحد، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وأجابوا عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قومٍ هذه صفتهم لا أنّ عدم وجدانهم رائحة الجنة بسبب خضابهم بالسواد.

 

وأفاد: بناءً على ذلك: فإن هناك اختلافًا بين الفقهاء بين الجواز وعدمه في مسألة الخضاب بالسواد، فلا حرج على مَن أخذ بأيِّ القولين، والأمر في ذلك واسع.

الجريدة الرسمية