رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر سان ريمو.. اتفاقية ضرب العرب ووضعهم تحت الوصاية الغربية

 مؤتمر سان ريمو 1920
مؤتمر سان ريمو 1920

في مثل هذا اليوم من عام 1920 جرى التوقيع على مقررات مؤتمر سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، وجاءت معظم قرارات المؤتمر ضد العرب، وبسببه اشتعلت الثورات في سوريا التي وضعت مع بلدان أخرى بموجب المؤتمر تحت الانتداب الغربي. 

 

عن المؤتمر وأسباب انعقاده 

مؤتمر دولي عقده المجلس الأعلى للحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى، في مدينة سان ريمو بإيطاليا خلال الفترة من 18 إلى 26 أبريل 1920 وحضره الحلفاء الرئيسيون في الحرب العالمية الأولى يمثلهم رئيس وزراء المملكة المتحدة جورج لويد، ورئيس وزراء فرنسا ألكسندر ميلران، ورئيس وزراء إيطاليا فرانسيسكو ساڤريو نيتي وسفير اليابان ماتسوي.

حضر مؤتمر سان ريمو أيضًا ممثل عن كل من بلجيكا واليونان، للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقًا لمعاهدة سيفر والمصادقة عليها بعد إعلان سوريا استقلالها ومناداتها بالأمير فيصل ملكًا عليها في المؤتمر السوري العام في الثامن من مارس 1920.

حضر المؤتمر أيضًا وفد يهودي مكون من حاييم وايزمان وناحوم سوكولوڤ وهربرت صموئيل، الذي قدم مذكرة إلى الوفد البريطاني عن التسوية النهائية في منطقة شرق البحر المتوسط، وتم استدعاء وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور للتشاور، وبالرغم من اعتراض فرنسا على إدماج وعد بلفور في قرارات المؤتمر، إلى أن الضغوط البريطانية جعلت فرنسا توافق.

 

نتائج المؤتمر المخيبة للآمال 

نتج عن مؤتمر سان ريمو الموافقة على بنود معاهدةُ سيڤر التي رسمت مستقبل منطقة الهلال الخصيب التي تضم العراق وسورية الطبيعية بما فيها لبنان والأردن وفلسطين، والتقسيمات والانتدابات حسب مصالح دول الحلفاء، بحيث تقسم سوريا الكبرى إلى ثلاثة أقسام، سورية، ولبنان، وفلسطين بما فيها شرق الأردن.

تم وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق، وقد تسبب وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني في اندلاع صداماتٍ واسعةٍ بين اليهود والعرب في مدينةِ القدس.

وجاءت قرارات مؤتمر السلم مخيبة لآمال العرب؛ بعد أن قرر الحلفاء استقلال سوريا تحت الانتداب الفرنسي، واستقلال العراق تحت الانتداب البريطاني، ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها، ولم يكن قرار الانتداب إلا تطبيقًا لاتفاقية سايكس ـ بيكو المشهورة، وإصرارا قويا من فرنسا على احتلال سوريا.

كما كانت نتائج المؤتمر ضربة شديدة لآمال استقلال سوريا ووحدتها، ولهذا قامت المظاهرات والاحتجاجات، واشتعلت النفوس بالثورة، وأجمع الناس على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعات بين زعماء الأمة لمقاومة كل اعتداء على حدود البلاد واستقلالها.

الجريدة الرسمية