رئيس التحرير
عصام كامل

فقه السلفية.. ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺷﺮﺍﺀ ﻣﻼﺑﺲ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍلأعياد ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ؟

أنصار السلفية
أنصار السلفية

تتعدد الأسئلة على المواقع السلفية ولاسيما مع قرب عيد الفطر المبارك، عن واجبات الزوج تجاه زوجته وأولاده وإن كان ملزما تجاههم بشراء ملابس جديدة للعيد أم لا، حيث يرفض بعضﺍﻷﺯﻭﺍﺝ إعطاء ﺯﻭﺟﺎﺗﻬم ﻣﺎﻻً ﻛﻲ ﻳﺸﺘﺮﻭﺍ ﻣﻼﺑﺲ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻴﺪ لأسباب دينية أو غيرها. 

 

عن متطلبات الأعياد 

 

ورد الداعية السلفي الدكتور ﻋﺒﻴ عبد الله ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ، وقال: ﻣﺎ ﺩﻣﺖِ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﺄﻇﻨﻚِ ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻴﺪُ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻋﻴﺪُ ﺍﻷﺿﺤﻰ، ﻭﻻ ﺃﻇﻨﻚِ ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣِﻢَ ﺍﻟﻠﻪ- ﺗﻘﻠﻴﺪًﺍ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ، ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻣﺤﺮﻣﺔ، على حد زعمه. 

 

استكمل:  ﻣﺎ ﺩﻣﺖِ ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮُ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ؛ ﻭﻫﻤﺎﻋﻴﺪُ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻋﻴﺪُ ﺍﻷﺿﺤﻰ؛ فالقول هنا ﻧﺪﻋﻮﻙِ أولا ﺃﻧﺖِ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻻﺳﻴَّﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺎﺕُ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺪﻭﺭﻛﻦَّ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻦَّ، ﻭﺃﻥ ﺗﺒﺬﻟﻦَّ ﻟﻬﻢ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﺎﺩٌ ﺷﺮﻋًﺎ ﻭﻋﺮﻓًﺎ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ.

 

أضاف: ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ: ﻧَﺤُﺾُّ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳُﻮَﺳِّﻌُﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳُﻈﻬِﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﺎ ﻭﺳَّﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤة ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﻴﻨﺎﻛﻦَّ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺻﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻦَّ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳُﺸﻴﻊُ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮَّ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ.

 

استكمل: ﻭﻧﻮﺻﻴﻜُﻦَّ ﺃﻥ ﺗﻜُﻦَّ ﺭﻓﻴﻘﺎﺕٍ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻜُﻦَّ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣُﻌﺴﺮﻳﻦ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻔﻮﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕِ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻛﺴﻮﺓً ﺃﻭ ﺣُﻠِﻴًّﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜُﻦَّ ﻣﻦ ﺣُﺴﻦِ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻴﻚَ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺳﺮًﺍ ﺃﻥ ﺗﻮﺳَّﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻙَ ﻭﺑﻨﺎﺗِﻚَ ﻭﺃﻣﻬِﻢ، ﻭﺃﻥ ﺗﺠﻠﺐ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮُ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻚ، ﻻﺳﻴِّﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋُﺮْﻑُ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﺎﺭٍ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺑﻬﺬﺍ، ﻓﻼﺗُﻘﺼِّﺮ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻚ.

 

عن السلفية وتاريخها 

 

السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. 

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية