رئيس التحرير
عصام كامل

سر تجاهل التيارات السلفية إحياء المناسبات الوطنية رغم انخراطها في العمل السياسي

أنصار السلفية
أنصار السلفية

تصر التيارات السلفية على إثارة الجدل دائمًا، إذ تريد الانخراط في السياسة والعمل ضمن الكيانات التي تسعى للوصول للسلطة، في الوقت الذي تنفصل تمامًا عن الروح القومية للبلاد، وتأبى الاحتفال بالأعياد الوطنية أو المناسبات المختلفة التي يتفق عليها الشعب باستثناء المناسبات الدينية. 

 

أعياد المسلمين وكفى 

وتريد أغلب التيارات السلفية ترسيخ ثقافة جديدة لا تعتمد إلا ما كان معترفًا به في القرون الأولى للإسلام، ولا تستطيع تغيير هذه الأهداف مهما امتلكت القدرة على تغيير لغة خطابها بعيدًا عن التصادم كما كانت في بدايات عملها السياسي بعد نجاح ثورة يناير، أو الانزواء بعيدًا عن الإعلام والبقاء أسفل الأمواج.  

 

وتنقل التيارات السلفية قول ابن العثيمين الرافض لاعتماد أي أعياد أو مناسبات قومية: لا يعرف المسلمون أعياد بِمُناسبات غزوات بَدْر، أو الفَتْح وغيرهم من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا، ما بالك بإقامة أعياد لما هو أقل في الأثر. 

 

يضيف ابن عثيمين: إنِّي أعجب لقوم يجعلون أعيادًا للهزائم؛ ذكرى يوم الهزيمة، أو ذكرى احتلال البلد الفلاني للبلد الفلاني، ِمَّا يدلُّ على سفَهِ عقول كثيرٍ من الناس اليوم، وبسبب البعد عن دين الإسلام الذي جعل البعض يتصرف كما يتصرف السفهاء. 

 

تضع السلفية القول الفصل في الاحتفال بالأعياد القومية، فالاحتفال بالأساس لغير أعياد المسلمين لا تجوز حتى لو كانت ولادة سيد وأشرف البشر النبي محمد، ويقول إبن عثيمين: لا نشرع اعتباره مناسبة ولادتِه عيدًا للمسلمين وهو أشرفُ بني آدم، فما بالك بِمَن دونه.

 

عن السلفية وتاريخها 

السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. 

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية