رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عاد الخوف من تاني !

في أقل من ٢٤ساعة بات المتحور أوميكرون، أخطر من الفيروس الأصلي. خرج الخبر من جنوب أفريقيا، تلقفته أمريكا، ومنظمة الصحة العالمية، والاتحاد الأوربي، وسارعت كل هذه الأطراف بعزل جمهورية جنوب أفريقيا وست دول أخرى من حولها، لا يستقبلون منها رحلات طيران، ولا يرسلون إليها رحلات طيران. وترددت أصداء الخبر في آسيا، وفي مصر بالطبع، ولاتزال المحطات الفضائية تنذر وتتوعد وتحذر. 

 

بث هائل من رسائل الترهيب، والتخويف، تلاحقت ولاتزال، رغم أن أحدا لم يضع يده بعد علي دراسة كافية تبين مدى قوة وقدرة المتحور الجديد علي مقاومة اللقاحات العديدة الحالية. هم رصدوا تحورات في البروتين الشوكي له، تجعله يستطيع مراوغة الخطوط الدفاعية المناعية. بخلاف حالة الرعب العام في العالم، كانت للمتحور جدوى اقتصادية، فقد هبطت معظم البورصات، وهذا لا يهم بقدر أهمية هبوط سعر برميل برنت للنفط، فبعد أن كان يتهيأ للقفز إلي ما فوق الثمانين دولارا للبرميل الواحد، نزل إلى ٧٢دولارا، فيما يوصف بمهمة إنقاذ للاقتصاد العالمي!

 

المتحور والنفط

 

الارتباط العكسي بين انتشار المتحور الشرس سريع الانتشار، وما يستدعيه من إعادة إغلاق العالم كليا أو جزئيا، وبين هبوط سعر النفط، لا يجوز النظر إليه بدون ارتياب، أو حتى تدقيق. يمكن القول بحذر إن الصدفة ليست بريئة تماما. لقد اضطرت الولايات المتحدة إلي طرح كميات هائلة من الإحتياطي النفطي الإستراتيجي لديها، ونسقت في ذلك مع دول حذت حذوها مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، سحبت هي الأخرى من مخزونها، وكل ذلك لمعادلة ضغوط أوبك المتصاعدة.. ووقف ارتفاع سعر البرميل، وبالتالي زيادة التصخم.. وشيوع الغلاء الداهم.

 

الصورة العامة حاليا أنه بينما تتعجل الحكومات اتخاذ قيود صارمة، فإن الشعوب باتت ترفض العيش في الأقفاص المغلقة. مظاهرات في أستراليا، وفي فرنسا، أما في بريطانيا، فإن المندفع بوريس جونسون رئيس الحكومة نبه الملقحين بأنهم لا يجب أن يطمئنوا فالمتحور الجديد لن يستثنيهم.

 

أما نحن في مصر، فلدي قطاع لا باس به من مواطنينا، وخصوصا في بعض المحافظات، اقتناع تام بأن الفيروس، بكل أشكاله وطبعاته، وتحوراته وهم.. وإن برهنت لهم بالوفيات المتزايدة كان الرد: الموت شغال من زمان.. لا يحتاج كورونا. عش حياتك! 

الشعور الكاذب بالأمان هو الباب الواسع لغرف العناية المركزة، والتنفس الصناعي.. وربما لا قدر الله إلى النهاية.

 

 

خذوا الخطر الجديد بجدية إلى أن يثبت العكس، والمزعج أن فايزر وبايونتك تحتاجان إلي ١٠٠ يوم قبل إعلان توصلها إلي تعديل في لقاحها، يمكنه صد النسخة الشرسة من الفيروس.

كانت الدنيا تتهيأ للانطلاق، تحت ضغط أزمة طاقة هائلة، فخرج عليها مخلوق دقيق، ألقى بها مرة أخرى في حفرة عميقة من الإحباط.. لكن ربك قادر علي إزاحة الغمة، وبث الهمة.. نتفاءل وسنراه مجرد تحور.. كغيره من النسخ التى هددت ثم تلاشت. ما بين البشر من غل ونكران وجحود ألعن في عواقبه من عقاب فيروسي أنزله الله بالبشرية.. ولا ترتدع!

Advertisements
الجريدة الرسمية