رئيس التحرير
عصام كامل

تأميم مصر!


من حسن حظي أنني قد تقابلت مع أكثر من عضو ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، خلال الأيام القليلة الماضية في برامج توك شو، على القنوات الفضائية للنقاش حول تداعيات الإعلان الدستوري الجديد، والدعوة إلى الاستفتاء على الدستور يوم 15 ديسمبر الجاري. ولأهمية تلك الحوارات أود أن أسجل هنا أهم ما جاء بها، وعلى سبيل المثال:

يتكلم جميعهم بنوع من الاستعلاء والاستقواء.. وكأنه لا يوجد في المجتمع المصري سوى تيارات الإسلام السياسي، وما يتبع ذلك من لغة فيها قدر لا بأس به من (الاستخفاف) و(الاستهزاء) بجميع القوى المعارضة لهم. يستند غالبيتهم في الحوار إلى رأي الشعب.. في إشارة غير مباشرة إلى الكتل التصويتية الأكثر عدداً التي تميل إلى تيارات الإسلام السياسي بترسيخ مفهوم المغالبة في التعامل بين الأقلية والأغلبية. لا يعترفون بأي شكل من الأشكال بتجاوز قاموا به، أو خطأ ارتكبوه، وهو ما يظهر في رفضهم نقد الرئيس محمد مرسي بأي صورة من جهة، وقدرتهم على تقديم تبريرات سابقة التجهيز للرد بها من جهة أخرى. لديهم موقف عدائي عنيف بشكل شخصي ضد المحكمة الدستورية العليا بأعضائها، وضد شيخ الأزهر الشريف.  يكررون دائماً أنهم لم يأخذوا فرصتهم في الرد أثناء وقت البرنامج.. رغم سيل الجمل التي لا تنقطع في الإجابات والمقاطعات بحيث نجدهم في نهاية الحلقة.. قد استحوذوا على أكبر نسبة للكلام. ولقد حرصت خلال تلك الحلقات على تأكيد ما يلي:

1 – إن جماعة الإخوان المسلمين بصفتها تمثل حزب الأغلبية من خلال حزبها  "الحرية والعدالة" عليها مسئولية كبرى في استيعاب جميع القوى السياسية من منطلق قوتها كأغلبية.


2 – إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال للرئيس محمد مرسي أن يخذل المواطنين المصريين في تحدٍ سافر للقانون؛ بل عليه أن يكون هو الأكثر حرصاً على تنفيذ القانون الذي عانى هو شخصياً من عدم تنفيذه.

3 – يجب أن تنتبه جماعة الإخوان المسلمين أن المواطن المصري البسيط والعادي.. أصبح (يتندر) على يوم من أيام النظام السابق.. وأصبحت الجملة الشهيرة المكررة أن (مبارك ونظامه.. كان عندهم دم).

4 – إن الضغوط التي يعاني منها المواطن المصري الآن بالخوف والشعور بعدم الأمان.. هو بمثابة ضغط يحول المجتمع لقنبلة موقوتة ستنفجر في وجه جماعة الإخوان المسلمين قبل أن تنفجر في وجه المجتمع المصري كله.

5 – لم تتعلم جماعة الإخوان المسلمين من التاريخ ما يجعلها تتجاوز كل تلك الأخطاء.

الجريدة الرسمية