رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا والديمقراطية!

ماذا يعنى أن هناك عددًا من الدول المعروفةَ بأنها ديمقراطية وعانت بشدة من جائحة كورونا، مثل أمريكا، وقبلها إيطاليا وإسبانيا، وبعدها الهند.. بينما الصين التى تملك نظاما سياسيا لا يوصف بأنه ديمقراطى نجحت فى السيطرة على فيروس كورونا المستجد؟!


لقد كان القول الشائع إن الديمقراطية توفر للدول كفاءة فى إدارة الأمور والسياسات فى شتى المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها.. لكن جائحة كورونا كشفت أن دولا معروفة بأنها دول ديمقراطية أو تتباهى بذلك افتقدت القدرة على مواجهتها وتعرضها لأزمات حادة، وتسجيلها أعدادا قياسية من المصابين والوفيات الناجمة عن هجوم فيروس كورونا المستجد.. فماذا نستنتج من ذلك؟!

أمريكا ولغز كورونا !
وحتى لا يتسرع أحد فى استنتاج أن الديمقراطية غير مفيدة أو لا جدوى لها وأن المقال ينبذ الديمقراطية أو يشكك فى ضرورتها وأهميتها، ننبه إلى أن هناك دولا غير ديمقراطية واُخرى تواجه الديمقراطية فيها مصاعب عانت بشدة من الجائحة مثل إيران ومثل البرازيل..

 

ولكننا نرصد فقط واقعا نحاول أن نجد له تفسيرا، وهو أن النظام الديمقراطي لم يوفر وحده الكفاءة التى احتاجتها دول عديدة فى مواجهة الجائحة، ولذلك عانت بشدة دولا توصف بأنها ديمقراطية بشدة من الجائحة، وبعضها ما زالت تعانى منها مثل الولايات المتحدة الأمريكية واستأثرت بثلث إصابات الفيروس فى العالم، رغم أن المعارضة فيها تسيطر على مجلس النواب وتحظى بدعم الأغلب الأعم من وسائل الإعلام، والأهم تدير عدد من الولايات الأمريكية التى سجلت أعدادا كبيرة فى الإصابات بالفيروس! 

 

إثيوبيا تصعد.. والاتحاد الافريقى يصمت!

 
وهذا يعنى أن الحكم الرشيد لا توفره الديمقراطية وحدها، وإنما يحتاج لعناصر اخرى مكملة، ربما أهمها الكفاءة.. وأزمة كبيرة وضخمة مثل أزمة كورونا تحتاج لمواجهتها لهذه الكفاءة..

 

والدول التى عانت بشدة وما زالت من جائحة كورونا الأغلب أنها افتقدت لهذه الكفاءة، خاصة كفاءة من يديرون الأمور ويتصدون لمواجهة جائحة عالمية خطيرة.. وطوبى لأصحاب الكفاءات.

الجريدة الرسمية