رئيس التحرير
عصام كامل

إثيوبيا تصعد.. والاتحاد الافريقى يصمت!

لم أفاجأ بالتصعيد الإثيوبى الأخير بخصوص سدها.. المفاجاة تتمثل فى صمت الإتحاد الافريقى على ذلك.. فإن إثيوبيا منذ شهور وتحديدا عندما انسحبت من الجلسة الاخيرة لمفاوضات واشنطن التى كانت مخصصة للتوقيع على إتفاق مع مصر والسودان انتقلت من مرحلة المرواغة إلى المجاهرة بالتعنت والإفصاح عن هدفها الحقيقى..

 

وهو السيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى مياهه والتعامل معه باعتباره كما قال وزير خارجيتها "بوصفه بحيرة إثيوبية أو ملكا خاصا لإثيوبيا"، غير مبالية بقواعد القانون الدولى وحقوق الدول التى تتشارك معها فى هذا النهر ..

البشير وجريمة السد الإثيوبي ! 

لذلك فإن ما قامت به إثيوبيا وما قاله رئيس وزرائها ووزير خارجيتها ووزير الرى بها لا يحمل جديدا إنما هو يجاهر بما عقدت اثيوبيا العزم عليه منذ أن شرعت فى بناء السد وكانت تداريه وتتظاهر بأنها مستعدة للتفاهم معنا ومع السودان حتى لا نتضرر بهذا السد وتدعى إنها لن تقبل بأن يلحق بِنَا ضررا.

 

لكن الذى يثير التساؤل بالفعل هو موقف الإتحاد الافريقى.. وتحديدا موقف رئيس جنوب افريقيا الذى يتولى هذا العام رئاسته ومعه هيئة مكتب الاتحاد.. فإن اثيوبيا تضرب عرض الحائط بكل ما يتم الإتفاق عليه وتجهض جهود التوصل إلى إتفاق بخصوص تشغيل وملء السد..

طمئنوا الناس! 

ومع ذلك لا نسمع لرئيس الإتحاد أو أعضاء هيئة مكتبه ولو مجرد كلمة لوم أو عتاب لها.. إن رئيس الوزراء الاثيوبى يتحدى رئيس الإتحاد والأخير يلوذ بالصمت ولا يقول له إنك تخرق ما اتفقنا عليه، وما تفعله يزيد الأزمة تعقيدا بدلا من أن يسهم فى حلها لقيامك باتخاذ اجراءات احادية الجانب بدون إتفاق رغم إننا إتفقنا على عدم القيام بذلك فى اجتماعنا الأول، ثم تخرق إلتزاما توصلنا اليه فى اجتماعنا الثانى يقضى بالتفاوض للتوصل إلى إتفاق لتشغيل وملء السد.


إن من يرعى مباحثات يتعين عليه أن يكون محايدا ومنصفا وهذا ما ننتظره من رئيس جنوب افريقيا الذى يرأس الإتحاد الافريقى هذا العام.  

الجريدة الرسمية