رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكراها الـ14.. وكيل "الدعوة الإسلامية" ينعى المقرئة أم السعد 

أم السعد محمد علي
أم السعد محمد علي نجم

قال الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة إنه يتعجب من غفلة عشاق القرآن عن الترحم على قيثارة القرآن الكريم وسيدة الإقراء في العالم العربي.

وأضاف: رحم الله القارئة المجيزة بالقراءات العشر عالية السند الشيخة أم السعد.

يذكر أنه تمر اليوم الذكرى الرابعة عشرة لوفاة قارئة القرآن الكريم "المُجيزة" الشيخة أم السعد صاحبة أعلى إسناد فى القراءات العشر ونرصد بعض المعلومات عنها:

 اسمها أم السعد محمد علي نجم وولدت فى ١١ يوليو ١٩٢٥ بقرية البندارية بمركز تلا في المنوفية وحفظت القرآن الكريم كاملًا في مدرسة "حسن صبح" بالإسكندرية وعمرها ١٥ سنة وسكنت حارة الشمرلي بمنطقة بحري.

وحصلت على إجازة القرآن الكريم من الشيخة "نفسية بنت أبو العلا" التي طلبت منها تعلم القراءات العشر وعمرها ٢٣ سنة فاشترطت عليها ألا تتزوج أبدًا فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.

وقبلت "أم السعد" شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة ومما شجعها على ذلك أن شيختها "نفيسة" نفسها لم تتزوج وماتت وعمرها ٨٠ سنة انقطاعًا للقرآن الكريم.

إلا أنها تزوجت من أقرب تلاميذها إليها الشيخ محمد فريد نعمان وكان ضريرًا مثلها وصاحب أول إجازة تمنحها "أم السعد" وأصبح من أشهر قراء إذاعة الإسكندرية واستمر زواجهما ٤٠ سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا.

وأم السعد هي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر وظلَّت لمدة ٦٠ سنة تمنح إجازاتها في القراءات العشر ويبدأ سندها تسلسل الحفاظ باسمها ثم اسم شيختها المرحومة "نفيسة" ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر "عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف" إلى أن ينتهي برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبينها وبين النبي برواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية (٢٧ راويًا تبدأ بها وتنتهي بالنبي الأكرم الذي تلقى عن جبريل ثم إلى الله عز وجل وأجازت مشاهير قراء القرآن مثل الدكتور أحمد نعينع وكانت تبدأ دروس النساء من ٨ صباحًا وتمتد إلى ٢ ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى ٨ مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن من الاستمرار.

كما كانت تخصص لكل طالب وقتًا لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءًا جزءًا حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب خادم القرآن وقرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها.

وقبل وفاتها وزعت كل ما حصلت عليه من أموال وهبات على أقاربها و توفيت فجر ١٦ رمضان ١٤٢٧هـ يوم ٩ أكتوبر ٢٠٠٦م وعمرها ٨١ سنة وشيعت جنازتها من مسجد ابن خلدون بمنطقة بحري بالإسكندرية.

الجريدة الرسمية