رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة.. تداول دواء مهرب يصيب بالإدمان والهلوسة.. يستخدم بكثرة في تخدير الأطفال أثناء عملية الختان.. وصيادلة يكشفون الأسباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشرت مؤخرا تحذيرات داخل الوسط الصيدلي بمنع تداول مستحضر "الكيتامين" المستورد داخل الصيدليات خاصة في الأرياف، نظرا لأنه غير مسجل بوزارة الصحة وغير مصرح بتداوله، فضلا عن عدم خضوعه للرقابة والتحليل والتأكد من أمانه للاستخدام البشري.

 

التهريب

وأكد عدد من الصيادلة أن هناك نوعين منه، محلي معتمد رسميا إلا أن صعوبة توفيره تجعل البعض يتجه إلى المستورد المهرب.

من جانبه قال الصيدلي أحمد عثمان مفتش صيدلي إن الكيتامين يعتبر جدول أول ضمن المواد المؤثرة على الحالة النفسية طبقا للقرار الوزاري رقم ١٧٢ لسنة ٢٠١١ وله دفتر لقيد المنصرفات، موضحا أن المنصرفات تكون بناءً على روشتة مختومة من طبيب متخصص يتم قيدها في الدفتر.

وأوضح أن الكيتامين يصرف من الشركة المصرية لتجارة الأدوية بناءً على خطاب صادر من إدارة الصيدلة بالموافقة على الصرف، لافتا إلى أن استخداماته تكون كمخدر عام قبل إجراء العمليات الجراحية، وأن النوع المستورد منه يستخدم كمخدر للحيوانات، وذلك النوع الذي يحذر منه لأنه غير مرخص من قبل وزارة الصحة، وله آثار جانبية خطيرة مثل الهلوسة والإدمان.

حملات التفتيش

وأكد أن التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة يقوم بحملات تفتيش على الصيدليات والأماكن المرخصة، وضبط أي شخص أو مكان يبيع ذلك المستحضر، ويتم تحرير محضر شرطة، كما يتم تنظيم حملات مع إدارة العلاج الحر، وضبط أي كميات غير مرخصة في العيادات أو المراكز الطبية، بجانب تنسيق شن حملات مع مباحث التموين، وضبط أي كميات موجودة في مكاتب المستلزمات الطبية أو أي مكان غير مرخص.

الكيتامين

وقال الصيدلي على عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية إن مستحضر الكيتامين في مصر يسمى مخدر الأعياد، كما يتم استخدامه كمخدر في عملية الختان للأطفال، وفي الأرياف يستخدم بصورة أساسية للتخدير وتسكين الألم، ويستخدم أيضا في الطب البيطري في العمليات الجراحية لتهدئة الحيوانات.

وأوضح أنه هربا من الروتين والبيروقراطية الحكومية في تسجيل الصيدليات لصرف الأدوية المخدرة والمؤثرة على الحالة النفسية وكذلك صرفها يري الصيادلة أنهم ليسوا في حاجة إلى كل تلك التعقيدات مع مستحضر الكيتامين ورقابة وتسجيل بيانات في دفتر لصرف الأدوية المخدرة.

وأكد أن الكيتامين عبارة عن حقنة ١٠ سم تحتوي على ٥٠٠ ملجرام والطفل يحتاج إلى سم أو ٢ سم فقط للتخدير أثناء عملية الختان، مشيرا إلى أن معظم الأطباء الذين يصفون الكيتامين غير مسجلين أنفسهم وليس لديهم روشتات خاصة بوصف الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية، ويكتبون المستحضر في قصاصات ورق حسب الكمية المحتاجين إليها.

وأشار إلى مشكلة أخرى وهي أن الصيادلة الذين يسجلون صيدلياتهم لصرف أدوية الجدول لا يتم صرف الحقنة كاملة، بل يسحب منها سم أو ٢ سم حسب الحاجة إلا أنه يجب أن يسجل في دفتر أدوية الجدول الحقنة كاملة بشكل رسمي، وبناء على روشتة معتمدة، ويظل لدى الصيدلي ٨ سم متبقية من الحقنة، وعندما يأتي التفتيش الصيدلي يجد كمية ليس لها ورق وبيانات مسجلة، موضحا أن ذلك من ضمن أسباب عدم توفير مستحضر الكيتامين بشكل شرعي في الصيدليات.

من جانبه قال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية إن مستحضر الكيتامين له نوعان أحدهما مستورد والآخر محلي، والمنتج المحلي من إنتاج شركة وحيدة في مصر ومرخص ومعتمد من وزارة الصحة ومسجل بها، بينما المنتج المستورد غير مسجل بوزارة الصحة ويتوفر في السوق عن طريق التهريب.

طرق التهريب

وأوضح أن المستحضر المستورد المهرب من دول منها تركيا ويدخل مصر دون ضوابط أو تحليل، موضحا أن مصدر الدواء المهرب إما تهريب عبوات جاهزة أو مواد خام، ويتم تعبئتها في مصانع تحت بير السلم، مشيرا إلى أن المسئولية تقع على عاتق المنافذ الجمركية، وتكاتف مباحث التموين مع مباحث الكشف عن المخدرات لضبط أي كميات تتواجد بالأسواق. 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية