رئيس التحرير
عصام كامل

زيادات الإنترنت والقطاع الخاص ومكافحة كورونا !

سعيا لتشجيع الأسرة المصرية علي إلتزام بيوتها وتوفير سبل تلقي المناهج التعليمية بالمنازل، إتفقت الحكومة أمس مع شركات الاتصالات علي زيادة سعة تحميل الإنترنت المنزلي بنسبة 20 % لمدة إسبوعين، تسدد الدولة قيمتها البالغة مائتي مليون جنيها!

 

تصورنا للوهلة الأولي إن السعة الإضافية هي إهداء من شركات المحمول للشعب المصري تقديرا للظروف الحالية.. تلك الظروف التي دعت الدولة إلي إستقطاع مائة مليار جنيه لمواجهة فيروس "كورونا" سريع العدوي والإنتشار..

 

اقرأ ايضا: "لعنة العراق" ولغز العلاج المفاجئ ل" كورونا"!

 

حيث إننا أمام إختبار كبير وخطير يحتاج إلي تكاتف الجميع.. ورغم إن النجاة واردة بنسبة كبيرة جدا والنجاح في الاختبار ممكن جدا إلا إن الحفاظ علي مصر في كل الحالات يجب ان يكون هدف للجميع، خصوصا ممن تضم مصر أعمالهم ومشاريعهم!

 

كثيرون من رجال الأعمال تمتد إياديهم إلي أعمال خير كثيرة.. العلني منها والخفي.. لكن كثيرون أيضا لم نعرف إنهم قدموا شئ لا في الخفاء ولا في العلن، لا في مشاريع قومية ولا في محيطهم الضيق، ولا في أي مصرف من مصارف الخير.. وكانت تجربة مبادرة "حياة كريمة" كاشفة للنسبة التي ساهم بها القطاع الخاص، وكنا نتمني أن تكون أكبر مما هي عليه!

 

اقرأ ايضا: أمريكا وإعلان الحرب البيولوجية على الصين!!

 

وإن كانت تكلفة ال 20 % في إسبوعين تعادل مائتي مليون جنيها وبحسبة سريعة فهذه الشركات تكسب مليار جنيها كل اسبوعين من الانترنت المنزلي وحده!، وهو في إعتقادنا أقل من باقات الانترنت علي أجهزة المحمول ومختلف باقاته..

 

ونفهم كذلك أن الأرباح والحمد لله كبيرة جدا.. فهل يضير هؤلاء نسبة بسيطة من أرباحهم يتبرعون بها؟ مليار جنيها مثلا تعادل أقل من 2% ن الأرباح السنوية ستوزع علي الشركات الأربع خصوصا إن مد الأسبوعين وارد جدا؟!

 

اقرأ ايضا: مصر وصفقة القرن والحقائق الغائبة!!

 

شعبنا يستحق أن يمد القطاع الخاص يده لانقاذه.. ومصر تستحق أن يتدخل الجميع لحمل العبء مع حكومتها.. التي ذللت كل الصعوبات أمام المستثمرين ورجال الاعمال، وحان وقت توزيع الأعباء ولن نقول رد الجميل.. فقط توزيع الاعباء.. فهل من مبادر ؟!

 

الجريدة الرسمية