رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر وصفقة القرن والحقائق الغائبة!!

هل تتذكرون كم ألف مرة تحدث إعلام الشر عن موافقة مصر علي التخلي عن سيناء، ضمن ما سمي بصفقة القرن ؟ هل تتذكرون كم البرامج وأنفار الإخوان وعملاء تركيا وقطر وإسرائيل وبريطانيا، ممن تحدثوا عن موافقة الرئيس السيسي عن التخلي عن سيناء أو جزء منها؟ هل تتذكرون كم الخرائط وشرح الخرائط وفزلكات شرح الخرائط علي شاشات إعلام الشر يشرحون ما سمي بصفقة القرن؟ هل تتذكرون كم من غير الإخوان كانوا يرددون كلام الإخوان ضمن حالتهم المزمنة المتربصة بالرئيس؟! هل تتذكرون كم مرة نفينا ونفي الكثيرون ذلك وقلنا وقالوا إنه لا علاقة لذلك بالحقيقة من قريب أو من بعيد؟! 

الهدف الحقيقي لصفقة ترامب!

بالطبع تتذكرون.. الآن.. ينقل هؤلاء جميعا المعركة إلى منطقة أخرى تختص ببيان مصر عن صفقة ترامب..باعتباره هزيلا ضعيفا كما وصفوه.. فالمطلوب عندهم أن يصدر بيان يرفض الخطة الأمريكية !! هكذا !! ليس مهما رأي أصحاب الشأن الأصليين !! وهكذا..دون مراعاة أنه بعد ساعات من البيان سيدير ترامب وتدير أمريكا مفاوضات سد النهضه! التي طالما هاجموا السياسة المصرية بشأنه !!   

علي كل حال..السياسة لا تدار هكذا.. خصوصا أننا ودون أن نعرف كتبنا قبل أسابيع مقالا خاصا عن اللغة الدبلوماسية واختلافها عن لغة العامة حتي في خطاباتهم، ولذلك فأي قراءة للبيان المصري نجدها أولًا تحترم أصحاب الشأن الأصليين، ونجدها ثانيا تتفادي الصدام مع أمريكا في هذه اللحظة تحديدا، التي بها ختام مفاوضات السد الإثيوبي ونقترب فيها من إتمام صفقة السوخوي ٣٥ مع روسيا.

وهناك خلاف سابق مع أمريكا بشأنها، فضلا عن اضطراب الأوضاع في المتوسط.. وثالثا نجد البيان يؤكد أن الخطة الأمريكية يمكنها أن تكون مدخلا جيدا لعودة المفاوضات بين الجانبين.. أي جلوس الطرفين ليس لتنفيذ خطة ترامب وإنما لاعادة جسور التفاوض من جديد..لماذا أيضا ؟! 

صفقة القرن.. كيف ومتى وأين ولماذا ؟!

للتوصل إلي حل عادل شامل يقوم علي نقطتين أساسيتين .. عودة الحقوق الفلسطينية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية..والثاني أن يتم ذلك علي أساس الشرعية الدولية والقرارات الصادرة بشأنها !! إذن ماذا في القرارات الصادرة بشانها ؟ فيها القرارات الدولية ٢٤٢ وما بعده والتي تقول إن القدس محتلة كالضفة الغربية كلها وغزة !!

 

يقول البيان نصا (التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها) والسياسيون يعرفون أن لكل حرف معناه ودلالاته وعليها تسجل المواقف !! وردود الأفعال عن خطة ترامب أكدت أن خطته كانت بعد ساعات من ولادتها..الامم المتحدة رفضتها وأعلنت التزامها بقراراتها وهكذا فرنسا وقبل إعلانها من روسيا والأهم الفلسطينيون الذين رفضوها بعدها بدقائق ولا يحتاج كل ذلك إلى صراخ أكثر مما يحتاج إلى ذكاء في إدارة الأمور!! 

البيان موجود..واستلهمته دول أخري وبنت موقفها علي أسسه..اقرأوه..وافهموه. بعيدا عن الاجتزاء..والاقتطاع..والتربص..والتشنج..وسوء النية..وسوء القصد..وسوء الفهم..وسوء الخلق أحيانا!!  

Advertisements
الجريدة الرسمية