واشنطن وتل أبيب تجهزان قيادة بديلة لـ"محمود عباس" | صور
تتابع إسرائيل عن كثب الوضع الراهن للرئيس الفلسطيني محمود عباس وترى أن حالته الصحية تطرح في الأفق البحث عن بديل، وفي الوقت نفسه تتزايد التخوفات الفلسطينية على حياة عباس خاصة في ضوء تبني الحكومة الإسرائيلية خطاباً يظهره أنه غير معني بعملية السلام، وبالتالي تحميله فشل أى خطوة أمريكية مزعومة تهدف وفقا للصهاينة والأمريكان إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
قيادة بديلة
وقال مصدر أمني فلسطيني صرح اليوم الخميس لـ"الشرق الأوسط" اللندنية أن الولايات المتحدة وإسرائيل عملا خلال العامين الماضيين على إنشاء أجسام بديلة وقيادات جديدة، من خلال التواصل مع فلسطينيين في الضفة وغزة وفي الخارج، حيث تملك الأجهزة الأمنية معلومات وأسماء، وبحسب المصدر ذاته، فإن الإسرائيليين والأمريكيين يحضرون لمرحلة ما بعد عباس ويأملون بتشكيل قيادة بديلة.
دحلان
الصحف العبرية تحدثت في الآونة الأخيرة عن محمد دحلان النائب السابق في حركة فتح، مؤكدة أنه يعمل بكثافة من أجل تسليح جماعاته في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، في ضوء الفراغ السياسي وعدم تعيين عباس لنائب له ويلزم ذلك تعديل الدستور.
وتشير التقارير إلى أن الفلسطينيين لا يعرفون، بمن فيهم مسؤولون، كيف سيتم ترتيب الوضع الداخلي فعلاً في مرحلة ما بعد عباس، ، كما لم تجمع حركة "فتح" حتى الآن على مرشح محتمل في ظل وجود خلافات تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، وفي مواجهة محتملة مع حركة حماس في أي انتخابات حقيقية، لكن هناك شخصيات تلفت الأنظار وتعد مرشحة كبديل لـ عباس.
وحذر صائب عريقات، القيادي في حركة فتح، من المس بحياة الرئيس الفلسطيني، متهماً الحكومة الإسرائيلية بانتهاج سياسة عنصرية تهدف إلى تدمير السلطة الوطنية.
وأضاف، أن نتنياهو وترامب يريدان تدمير السلطة، من اجل سلطة خدماتية تحت السيادة الإسرائيلية، وتصريحات عريقات هي الأحدث وتأتي من مسؤول رفيع ومقرب من عباس، ضمن سلسلة تصريحات لمسؤولين فلسطينيين اتهموا إسرائيل بالسعي للتخلص من الرجل الثمانيني.
البرغوثي
ومن بين الوجوه المرشحة لخلافة القيادي الفلسطيني، مروان البرغوثي الموجود حاليًا في السجن الإسرائيلي والذي يعد المرشح الأوفر حظًا لخلافة الرئيس الفلسطيني، رغم استبعاد بعض الإسرائيليين كونه قابعًا في سجون الاحتلال، غير أن التقارير التي ترجح فوزه ترجع الأمر إلى أن البرغوثي يعتبر رمزًا في أعين الشباب الفلسطيني وأنه شخص أمين له كلمة.
ناصر القدوة
وسبق أن جرى الحديث عن ناصر القدوة كبديل لعباس كونه في الأساس يصنف دبلوماسيًا محنكا، وهو ابن شقيقة عرفات، ويتميز بكلامه الموزون سياسيًا، فلا غبار على تصريحاته، كما أن لديه مصداقية، ويعتبره الكثيرون امتدادًا لياسر عرفات، ليس لأنه ابن شقيقته وحسب، بل كونه أقرب المقربين له في أيامه الأخيرة.
والقدوة كان أول من أثار ضجة دولية باتهامه لإسرائيل وأمريكا بالتخلص من عرفات عن طريق «السم»، ونُشرت تصريحات له بأنه يمتلك تسجيلًا لمكالمات بين شارون وبوش تؤكد تلك الاتهامات، كما أن لديه خبرة في الأمم المتحدة، عندما كان ممثلًا للسلطة هناك.
ويشبه المراقبون الظروف التي سبقت رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالظروف الحالية فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وأجواء التحريض التي سجلت ضد عرفات وتسجل الآن ضد عباس، وخلال العامين الماضيين تم اتهام عباس من قِبل الأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء بتدمير فرص السلام ومعاداة السامية.
اقرأ أيضا:
ناصر القدوة يكشف سبب الاستقالة من مركزية فتح
وسجل أحدث هجوم ضد الرئيس الفلسطيني من جانب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، الذي دعا ضمناً إلى ضرورة إزاحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن منصبه، وقال دانون بعد خطاب عباس في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، إنه لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه، مضيفًا: "التقدم نحو السلام لن يتحقق طالما استمر عباس في منصبه، وفقط حين يتنحى، يمكن للفلسطينيين أن يمضوا قدماً إلى الأمام".
