رئيس التحرير
عصام كامل

ارحمونا من أردوغان

امتلأت الشاشات المصرية بأخبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجاوزاته في حق مصر. شطحاته، أوهامه، أطماعه، سياساته الداخلية، رعونته، حلم الخلافة الذي ولد من رحم الفوضى التي عمت المنطقة، محاولات وضع قدمه في ليبيا ومن قبلها السودان، تركيزه على مصر التي تحول استقرارها إلى كابوس يطارده، نظراته، تحركاته، قمعه للبعض في الداخل التركي، واحتوائه لعناصر تعمل ضد مصر.  كل هذا أصبح وجبة رئيسيه في البرامج الصباحية والمسائية على الشاشات المصرية، بالإضافة إلى نشرات الأخبار وربما برامج الأطفال، وكأن الرئيس التركي ينتظر إطلالة الزملاء الأفاضل يومياً ليعرف ما يقولونه عنه.

ضيوف الجزيرة يا سادة.. الموضوعية في تعرية حماقات الرئيس التركي تقتضي طرح عدة تساؤلات..من هو جمهوركم المستهدف ؟ وهل تعتقدون أن أصواتكم تصل إلى الداخل التركي أو أردوغان ومن يحيطون به ؟ وهل هناك إستطلاعات للرأي لمعرفة تأثير ما تقدمونه ؟ الواقع يؤكد أن جمهوركم المستهدف هو المشاهد المصري الذي لا يعنيه من أمر أردوغان شيئاً، و أصواتكم لا تصل إلى الداخل التركي لأن اللغة مختلفة، ولكي نكون أكثر موضوعية.. المساحات المخصصة للحديث عن أردوغان في البرامج والنشرات ما هي إلا رداً على بضعة مذيعين مصريين يبثون برامجهم من تركيا، وبذلك فلا قيمة ولا تأثير لكل ما نقدمه. عندما أراد أردوغان التأثير في الداخل المصري إختار مذيعين مصريين يبثون برامجهم باللغة العربية وبالطريقة التي إعتقدوا أنها سوف تؤتي ما ينتظرونه من ثمار، وعلينا ألا ننكر حرص البعض على متابعة هذه البرامج، أما ما يبث من تجاوزات في حق مصر باللغة التركية - وبالتأكيد هناك ما يبث - فلا يصل إلى المشاهد المصري لأنها ليست لغته.

مصر الجديدة.. الأرض المقدسة! في أكثر من جلسة مع أكثر من جهة.. طالبنا بإستخدام نفس السلاح الذي إستخدمه أردوغان، شخصيات معارضة تعيش في الداخل التركي أو الخارج، ويفسح لهم المجال كمذيعين أو ضيوف في البرامج، يتحدثون بلغتهم ليصلوا إلى الداخل التركي، وإن شئنا إنتشاراً أوسع لبرامجهم نصحبها بترجمة للعربية أو أي لغة أخرى، ثم ينتقل الأبرز في كلامهم إلى السوشيال ميديا و بعدة لغات . يا سادة.. رسالتكم لن تصل ولن تؤثر إلا بهذه الطريقة، دعوكم من المشاهد المصري ومن بضعة مذيعين يقدمون برامجهم من تركيا، المعارضون لسياسات أردوغان من الأتراك موجودين في أنحاء العالم، وكنا نستضيفهم في البرامج المصرية، لكن ضيق يد أصحاب القنوات كان يفرض علينا إستضافة من يتحدثون العربية فقط. يا سادة..إقتحموا الداخل التركي باللغة التي يجيدها الأتراك، مثلما يسعى نظامهم لإقتحام الداخل المصري باللغة التي يجيدها المصريون، وإرحمونا من أخبار أردوغان المفروضة علينا في الليل والنهار.  

الجريدة الرسمية