رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الجديدة.. الأرض المقدسة!

عزيزي المواطن.. إذا فكرت في زيارة حي مصر الجديدة، أو المرور منه.. فعليك أن تتبع المعايير التي وضعها سكان الحي، فلا مانع مثلاً من أن تخلع نعليك لأنك في أرض مقدسة، ولا تتذمر إذا قضيت ساعات في إشارات المرور، وإياك أن تعترض على إغلاق الباعة الجائلين للشوارع، أو اعتدائهم على الأرصفة والميادين.

 

وفي الزحام.. استسلم  لشلالات البشر، ولا تغضب إذا طفت حول المكان الذي تقصده سبع مرات،  ففي الحي العريق لا رفث ولا فسوق ولا جدال، وإذا فقدت حذاءك أو حقيبتك أو أحد أمتعتك. فأبشر، لأن الفقد في الأرض المقدسة معناه أن الله سيمن عليك بزيارة أخرى لنفس المكان، هكذا قال السابقون.

 

أما أنت عزيزي المسئول.. فإياك أن تفكر في مد يدك لتطوير الحي المقدس، إتركه بزحام شوارعه وميادينه وإشارات مروره وأرصفته المنهوبة، فسكان الحي يزعجهم صوت آلة التطوير، وينغص حياتهم أي تعديل حتى لو كان في مصلحتهم، وإياكم وقطع شجرة واحدة حتى لو كانت عائقاً أمام توسعة تحقق سيولة مرورية، فهذه الأشجار احتمى بظلها أنبياء الحي منذ مئات السنين.

 

اقرأ أيضا : أصحاب القلوب الحمراء

 

هكذا يرى سكان مصر الجديدة حيهم، وكأنه (كمبوند) مغلق عليهم، وليس جزء من محافظة تشهد تطويراً غير مسبوق، حي به العديد من المصالح الحكومية التي أصبح الزحام معوقاً للعاملين فيها.

 

انتفض بعض سكان الحي رافضين توسعة الشوارع، وإنشاء عدد من الكباري تحقق سيولة مرورية تسهل ربط الحي بباقي أحياء القاهرة، وتختصر المسافات بينه والطرق الجديدة المؤدية لمحافظات الجمهورية، وعلى طريقة (لا تقربوا الصلاة) علت الأصوات لتنتقد الجزء الذي أنجزته الدولة من التطوير، ولم ينتظر هؤلاء لحين الانتهاء من المخطط الكامل الذي يعيد للحي الراقي رونقه، وينتشله من أمراض الزحام التي يعاني منها سكانه وزائريه والمارين منه.

 

في ندوة بنادي هليوبلس جلس الدكتور أسامة عقيل الذي وضع مخطط تطوير الحي بين العشرات من سكان مصر الجديدة يشرح لهم ما تم تنفيذه من مخططه وما سيتم تنفيذه، وما بين موافق ومعترض كان النقاش، ثم فتح الرجل حسابه على (فيسبوك) لشرح رؤيته، وللرد على تساؤلات الجميع، متحلياً بصبر العلماء، ومدركاً لمحاولات قلة تحاول إحداث بلبلة لمجرد تشويه الإنجاز..

 

اقرأ أيضا : مرضاة الله واسترضاء الرئيس

 

لكن الرجل الذي جال العالم لتحديث علمه، والمشهود له بالوطنية، لم يعد حسابه على (فيسبوك) كافياً لشرح مخططه، خاصة أن قلة إعتادت الصيد في الماء العكر بدأت في توجيه سهامها له، متناسية أن الرجل لا تحركه إلا وطنيته، وربما يعلم القريبون منه أنه لم يتقاضَ جنيهاً واحداً عن أعماله الخاصة بالدولة، ومع ذلك هو الأكثر حماساً لتنفيذها.

 

دكتور أسامة عقيل تركه الإعلام وحيداً، يحارب أعداء التطوير من خلال حسابه على (فيسبوك) وكأن مشروع تطوير مصر الجديدة شأن يخصه ولا يخص الدولة، كنت أتمنى أن يجد الرجل سنداً من الإعلام، خاصة أنه أخذ على عاتقه الدفاع عن مشروع يؤمن به، ويثني على الحكومة التي همت بإنجازه.

 

واقرأ أيضا: أنفاق سيناء

 

افتحوا القنوات أمام الرجل ليتحدث عن إنجازات الدولة، ويرد على المتربصين، ويقنع المشوشين حتى لا ينال اليأس من عزبمته، وحتى لا نترك الراغبين في معرفة مراحل التطوير فريسة لإعلام آخر يسعى للنيل من أي إنجاز يتحقق.

 

إطلالة أسامة عقيل من القنوات المصرية أهم من ساعات إرسال مليئة بالثرثرة والجهل، فالرجل مادة إعلامية ثرية لمن يرغب في تقديم إعلام يحترم عقلية المشاهد، فإلى جانب علمه الذي تشهد عليه أعماله..هو الأقدر على الحديث عن كل الإنجازات التي تحققت في طرق مصر خلال السنوات الخمس الماضية.

besheerhassan7@gnail.com

الجريدة الرسمية