رئيس التحرير
عصام كامل

هل الحرب في ليبيا وشيكة بين مصر وتركيا؟!

في رسالة أرادت تركيا وحكومة الوفاق الرد بها على الجيش الليبي في سعيه لدخول طرابلس، قررت أنقرة إرسال قوات إلى العاصمة الليبية قبل أكثر من أسبوعين مع شرط شكلي هو موافقة البرلمان التركي.. الرسالة فهمناها وقتها وأنه لا سقوط وشيك لطرابلس وأن الطرفين ليسوا في عجل من أمرهم!

جيد هذا.. إذن -وببساطة يتطلبها الموقف ليستوعب الجميع الأمر- فلا جديد في تصريح أردوغان أمس ببدء نقل القوات التركية إلى طرابلس.. بل على العكس.. ينبغي التعامل مع المسألة كله بكل الهدوء الممكن والتعقل الكامل وإدارة الصراع على أكمل ذكاء ممكن..

اقرأ أيضا: وأطلقت مصر رصاصة الرحمة على «صفقة القرن»!

يمكن لأردوغان نقل قوات وأسلحة ثقيلة.. لكن لا يمكن بأي حال نقل الجيش التركي كله! خصوصا أن جزءا من الجيش يدير عمليات على الأرض في الشمال السوري، وجزءا منه حتى لو أقل في الشمال العراقي، وجزءا ثالثا موجود في القواعد التركية في قطر! ولذلك فأي اشتباك على الأرض بين الجيشين المصري والتركي نظريا هكذا لمصلحة الجيش العظيم الذي من السهل أن تمتد قواته وإمداداته وبكامل جاهزيتها إلى طرابلس! لكن هل هذا يعني أن مصر ستفعلها؟ بكل تأكيد وكل حسم.. لا!

اقرأ أيضا: اغتيال سليماني.. الحرب بدأت في الخليج فعليا!

ببساطة.. العالم قد يتقبل أو قل يبتلع أن حكومة الوفاق تطلب قوات من دولة أجنبية.. لكن العالم لن يقبل ولن يبتلع الهجوم على الحكومة التي فعلت ذلك! خصوصا أن بينها وبين حدودنا ١٣٨٦ كيلو مترا كاملة! يهيمن على هذه المساحة الجيش الليبي أيضا! إذن ما الحل؟

الحل هو إبقاء الصراع ليبيا ليبيا.. أي إن الذي يرفض وجود القوات التركية وينبغي أن يرفضها هم الليبيون أنفسهم.. وبدء صراع مسلح لإخراج الأتراك واستعادة العاصمة.. هذا الصراع سيطول أو سيقصر ليس مهما.. الأهم أنه له فوائد متعددة منها أنه سيبقي القضية مطروحة على جدول أعمال العالم .. ويبعد شبح التقسيم.. ويستنزف الوجود التركي ميزانية تركيا، ويصبح مكلفا ويحرج أردوغان في الداخل التركي وأمام دول العالم! وفي هذه الاثناء تقود أو تخوض مصر معركة سياسية ضد التدخل التركي وضد شرعية حكومة الوفاق!

 

واقرأ أيضا: المعركة فى "المتوسط" وليست فى ليبيا!

إذن متى يمكن أن تدخل مصر حربا؟ مؤكد ذلك في حالتين.. دخول تركيا الحرب بنفسها ضد الجيش الليبي وهزيمته والوصول إلى حدودنا.. ولو تهور اردوغان واعتدى على المياه الإقليمية المصرية أو المنطقة الاقتصادية المصرية.. وقتئذ ستكون القوة السادسة عالميا في انتظاره، وستكون البحرية السلاح الحاسم مع الطيران.. ورغم قوة الجيش التركي إلا أن مصر تتفوق في كلا السلاحين بالأرقام وبالتصنيفات الدولية!

إذن ما العمل الآن؟ الالتفاف خلف القيادة ولا حل آخر.. والجاهزية الدائمة لأي جديد قد يفرضه جنون الطرف الآخر.. أما إعادته لعقله ولصوابه فهذه مهمة الجيش العظيم!

الجريدة الرسمية