رئيس التحرير
عصام كامل

كراهية وتسامح!


على مدى يومين عقد منتدى حوار الثقافات في مدينة الإسكندرية مؤتمرا بعنوان "المواطنة والتسامح في مواجهة خطاب الكراهية"، شارك فيه العديد من المثقفين والإعلاميين ورجال الدين والأكاديميين، وهو المؤتمر الثانى للمنتدى الذي يتصدى لعملية صناعة الكراهية في العالم..


وفى هذا المؤتمر ثار نقاش حول مفهوم التسامح أساسا والمقصود به وماذا يعنى، وعبر البعض عن عدم رضاه بهذا المفهوم، لأنه قد يفهم منه التنازل عن الحقوق وغض الطرف عن محاسبة من يرتكب خطأ أو جرما، مطالبين لاستبداله بمصطلح العيش المشترك، الذي يعتمد ويستند على مبدأ المواطنة التي تساوى بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

غير أننى تحدثت وقلت إن مفهوم التسامح المتعارف عليه عالميا، باعتباره من القيم الإيجابية لا يعنى ذلك بالمرة.. إنما هو المفهوم المقابل داخل مجموعة القيم الإيجابية للتعصب داخل مجموعة القيم السلبية.. أي أنه يعنى نبذ التعصب ورفض التطرّف، والتعامل بتسامح مع المختلف دينيا وعرقيا وقبليا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا.. أي قبول واحترام هذا الاخر، وليس التعامل معه بازدراء الذي هو بداية للإقصاء الذي يفضى في نهاية المطاف إلى ممارسة العنف في المجتمع، وهى كلها مراحل تطور لعملية الكراهية التي تعد هي أحد الأمراض التي يعانى منها العالم الآن.

وهكذا يمكننا فهم التسامح بالمعنى المتعارف عليه عالميا، وليس المعنى الضيق والمحدود محليا، الذي عرفناه في الحلول والجلسات العرفية لإنهاء المشكلات والأزمات والصراعات الدينية والطائفية الناجمة عن التطرّف.. خاصة وأننا لا نطالب به وحده وانما في إطار منظومة القيم الإيجابية كلها قيم الحق والخير والجمال والتي تشمل المواطنة والمساواة والعيش المشترك.

الجريدة الرسمية