رئيس التحرير
عصام كامل

البوسنة.. مخاوف من كارثة إنسانية مع اقتراب الشتاء

فيتو

سبعة آلاف مهاجر يتحينون الفرصة لعبور الحدود البوسنية-الكرواتية للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، وفي هذه الأثناء يعيش المهاجرون في ظروف غير إنسانية، بيد أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور مع اقتراب موسم المطر والثلج والصقيع.

طريق تعصف به الريح ينتهي في درب يعج بالأوساخ، يقودك الدرب إلى ثلة من الرجال تتحلق حول نار أوقدوها من علب البلاستيك وبقايا علب الطعام وبعض الأغصان الجافة.. كلب ضال يجول في المكان على أمل العثور على بقايا طعام ما في هذا المساء البارد والممطر من أكتوبر.

"هذا المكان لا يصلح للبشر.. بالكاد يصلح أن تعيش فيه الحيوانات"، يقول الشاب أنور منغال من باكستان (17 عامًا).. هذا المكان هو مخيم فوتشياك في البوسنة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

لا مكان لأي قادم جديد
سجلت المنظمة الدولية للهجرة منذ يناير 2018 دخول نحو 45 ألف مهاجر للبوسنة، ومنذ بداية 2018 أنشأت المنظمة الدولية للهجرة أربعة مخيمات تديرها مع شركاء محليين، واليوم تأوي البوسنة نحو سبعة آلاف مهاجر.

"لا مكان لأي قادم جديد"، يقول منسق شئون غرب البلقان في المنظمة الدولية للهجرة، بيتر فان أوويرت.. يستثنى من منع الدخول للمخيمات الأقليات والأطفال والنساء وكبار السن. للباقين من القادمين الجدد تبقى البيوت المهجورة والشارع الخيار الوحيد للنوم والعيش.

ألغام وجرب
لا ماء جارٍ ولا كهرباء في مخيم فوتشياك.. المراحيض ليست صالحة للاستعمال.. الجرب منتشر على نطاق واسع.. لا وحدة طبية في المخيم نفسه، ولكن هناك عيادة طبية متنقلة تديرها منظمة "أطباء بلا حدود" وتبعد عن المخيم نحو الكيلومتر.. الفرع المحلي من منظمة الصليب الأحمر هو المنظمة الوحيدة المتواجدة في المخيم.. وتقدم المنظمة وجبتي طعام في اليوم، ويشكو الكثير من المهاجرين من عدم حصولهم على ما يكفي من الطعام وسوء نوعيته.. يقول المهاجر أفضول موسى (22 عامًا) من باكستان.. والغابات المحيطة بالمخيم مزروعة بالألغام العائدة لأيام الحرب الأهلية اليوغسلافية في تسعينات القرن المنصرم.

الخيام لا تحول دون دخول الأمطار إلى الخيمة التي تتحول إلى بركة من الوحل. تنخفض درجة الحرارة في ليل أكتوبر إلى أربعة فوق الصفر أو أدنى من ذلك. يغطي أنور منغال كتفيه وظهره ببطانية ليتقي البرد" "الخيمة لا تقيني برد الليل. النوم في الخيمة تمامًا كالنوم خارجها".

وأعلنت السلطات المحلية نيتها عدم تجديد عقد تأجير مخيمي بيرا وميرال والذي ينتهي في منتصف نوفمبر الجاري، ويحذر منسق شئون غرب البلقان في المنظمة الدولية للهجرة، بيتر فان أوويرت، من كارثة في حال حدوث ذلك: "نحو 2000 مهاجر سيصبحون بلا مأوى.. انخفاض درجات الحرارة سيتسبب في حالات وفاة".. الحكومة المركزية في سراييفو وعدت بتقديم مكان بديل لإقامة المخيمين، بيد أن بيتر فان أوويرت يشكك في ذلك، فحتى في حال توفر المكان غدًا، فإن إقامة المخيم تستغرق وقتًا.

"سأحاول مائة مرة أخرى"
يعاني المهاجرون مع الشرطة المحلية التي يقولون إنها تضايقهم وتضغط عليهم، بيد أن مشكلتهم الكبرى هي ما يعانونه على يد الشرطة الكرواتية عند محاولتهم عبور الحدود ودخول كرواتيا باتجاه الاتحاد الأوروبي، وذكر مهاجرون أن الشرطة الكرواتية استخدمت العنف ضدهم وحطمت هواتفهم الجوالة وصادرت وثائقهم وأموالهم وحرقت ملابسهم وأحذيتهم.

وشاب أفغاني فشل في محاولة عبور الحدود البوسنية الكرواتية، أكد أن هدفه مدينة ميونيخ، حيث يعيش شقيقه، وفشل الشاب "عشر" مرات في عبور الحدود، وهو لا يرى بديلًا عن المحاولة: "سأحاول مائة مرة أخرى إذا اضطررت لذلك".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية