رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء زكريا سراج الدين : المدفعية المصرية نفذت أكبر تمهيد نيراني عبر التاريخ في حرب أكتوبر 73

فيتو


  •  المدفعية جعلت جنود إسرائيل لا يجرؤون على إخراج رؤسهم من الدشم والمخابيء
  •  يوم 6 أكتوبر خرجت المدفعية المصرية من اماكنها لتقتلع العدو الذي احتل ارضنا المقدسة
  •  5 يونيو كانت خدعة للقضاء على الجيش المصري والرئيس المصري

يوم السادس من أكتوبر عام 73 وقفت المدفعية المصرية بكل شموخ وعزة على شاطئ القناة بطول خط المواجهة بعد دقائق معدودة من خروج الطيران المصري لضرب الأهداف الحيوية وتمركزات العدو داخل القناة، واعتلت الدبابات المصاطب لتعلن زغاريد النصر، وتعزف كلها في آن واحد سيمفونية الردع للعدو الذي دنس سيناء المقدسة، ولتقضي على كافة دفاعات العدو المرئية بطول شط القناة، فأخذت داناتها تتساقط على خط بارليف المزعوم، ودخل أفراد وضباط العدو المخابئ والدشم خوفا من المدفعية التي قامت بعمل تمهيد نيراني لم يسبق له مثيل في العالم كله، وساعده أفراد المشاة في العبور دون أن يراهم العدو.

بمناسبة الذكري 46 لنصر أكتوبر المجيدة التقت "فيتو" اللواء زكريا عبيد سراج الدين أحد أبطال الدفعة 54 حربية التي شاركت في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، وهو من مواليد القاهرة، في 11 يونيو 1947، حيث فتح خلال حديثه لـنا، صندوق الذكريات والبطولات، لحظات الأمل والتمني، التي عاشها ما بين 1967 حتى نصر أكتوبر 1973.

*بداية ماذا عن أجواء السنوات التي سبقت نصر أكتوبر؟
ذهبت إلى "الكلية الحربية" بعد أن تركت كليتي التي كنت أدرس بها فعندما سمعت نبأ تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن الحكم وانضمامه للجماهير اختل توازني لأن جمال كان يمثل لي ولكل أبناء جيلي القدوة والرمز ومعني أن يترك الحكم هذا مستحيل ورأيت مستقبلي يترنح أمامي بعد هزيمة لم نكن السبب فيها ؟ نعم 5 يونيو كانت خدعة للقضاء على الجيش المصري والرئيس المصري

*كيف كانت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟
مصر في عهد الرئيس عبد الناصر ارتفعت هامتها بسبب القضاء على الاستعمار وأعوانه واتجاه مصر نحو الاكتفاء الذاتي من التصنيع في كل المجالات وعلي رأسهم تصنيع السلاح فكنا متفوقين تفوق غير عادي فصنعنا الطائرة المصرية الجمهورية والقاهرة 300 وبعض الصواريخ والأسلحة الدفاعية وهذا كان صفعة قوية للغرب الذي لا يريدنا أن نرفع رءوسنا عاليا، فهم يريدون مصر منهكة لا ترفع رأسها ولا تغرق في نفس الوقت، وأرادوا إقحامنا في حروب جانبية، وحرب 5 يونيو 67 كانت مؤامرة على مصر بكل المقاييس، وكنا كشباب في ذلك الوقت نعي هذا جيدا ولسنا مغيبين بل كان لدينا الأمل أن تصبح بلدنا من أهم دول العالم في التصنيع ، فكان قراري بترك كليتي والتقدم للكلية الحربية لاصبح ضابطا استعيد الأرض وتخرجت في 2 فبراير 1969 بسلاح المدفعية.

*صف لي حرب الاستنزاف كأحد أبطالها؟
بعد التخرج تم توزيعنا على الجيوش والوحدات وكان نصيبي العمل مع أحد الفرق في منطقة القنطرة وشاركت بحرب الاستنزاف كـ "قائد مجموعة استطلاع"، والتي كانت تعمل ما بين شمال البحيرات المُرة وجنوب التمساح وسرابيوم، في استطلاع مواقع العدو ورسم كافة تحصيناته في الكثير من المناطق بشرق قناة السويس، واهم العمليات التي لن انساها هي ملحمة بورسعيد، والتي حدثت في 20 يوليو 1970، حيث اشتركت المدفعية في عملية الدفاع عن بورسعيد، بعد أن أراد المحتل الإسرائيلي فصل بورسعيد عن مصر وباقي مدن القناة، وضمها مع باقي المدن التي احتلها في سيناء، لكن الطيران والمدفعية والبحرية المصرية قاموا بملحمة بطولية وتصدت لذلك الهجوم وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في المعدات والارواح وهذه المعركة لم يحاول بعدها الاقتراب من بورسعيد مرة أخرى وكانت من ضمن المعارك الشرسة التي اظهرت براعة رجال المدفعية فيها.

*ارو لنا مشاركتك في عمليات حرب أكتوبرالمجيده؟
كانت أجواء حرب أكتوبر مختلفة تماما، حيث قمنا بالإعداد والتدريب للمعركة بشكل مختلف تماما هذه المرة، ودرسنا العدو جيدا، حيث كانت الحرب نفسها بالنسبة للمقاتل المصري أقل ضراوة من التدريب الذي قام به خلال 6 أعوام وأيام حرب الاستنزاف نفسها، والمدفعية المصرية تنفرد عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب في وقت واحد، وذلك ما أظهرته جميع معارك المدفعية المصرية خلال حرب الاستنزاف في تغطية عمليات الصاعقة، وضرب مواقع العدو بشدة حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى في حرب أكتوبر 1973 بطول جبهة قناة السويس على خط المواجهة في الجيشين الثاني والثالث، وهو أعظم تمهيد نيرانى تم تنفيذه حتى الآن، ويدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية وكان نقطة انطلاق لحرب السادس من أكتوبر المجيدة

*ما أهم الأهداف التي شاركت بتدميرها في حرب أكتوبر؟
اشتركت مع كتيبتي بضرب مطار العريش بعد النصر الساحق الذي حققته مصر من يوم 6 أكتوبر وحدثت الثغرة يوم 14 أكتوبر، فقامت أمريكا بعمل جسر جوي لإسرائيل يمدها بجميع الأسلحة والمقاتلين، وكان مطار العريش يستقبل هذه المعدات فضربناه بالمدفعية، ثم عدنا إلى غرب القناة وضربنا القوات الإسرائيلية في الثغرة بكل قوة حتى الساعة السابعة مساء يوم 22 أكتوبر توقيت وقف إطلاق النار بالجيشين المصري والإسرائيلي وبدء محادثات الكيلو101


الجريدة الرسمية