رئيس التحرير
عصام كامل

تسرب جماعى لبنات قرى المنيا من التعليم.. وخرفان وماعز تتجول بالمدارس

فيتو

يستقلون سيارة متهالكة مخصصة لنقل "المواشي"، يصطف على مقاعدها 12 طالبًا، ويتعكز على أسياخها الحديدية أكثر من 10 آخرين، بينما تجلس 7 طالبات في المقاعد الأمامية، وبين مدقات ترابية وأخرى جبلية يقع الطلاب فريسة لقاطعي الطريق والخارجين عن القانون.. تلك هي رحلة المعاناة اليومية لطلاب وطالبات "قرى نجع التل وعزبة شاهين وعزبة الباشا التابعين" للوحدة المحلية لقرية الروضة الكائنة بمركز ملوى جنوب المنيا حتى تصل بهم تلك السيارة المتهالكة إلى المدرسة الوحيدة لهم، التي تبعد عن منازلهم 6 كيلو مترات بقرية شيبة التابعة إداريا للوحدة المحلية لمركز أبوقرقاص، وخارج الكتلة السكنية بناحية الجبال الشرقية.


الأغرب من ذلك قرية شبيه التي بها مدرسة تنقسم إداريا إلى نصفين جزء منها يتبع إداريا الوحدة المحلية لمركز أبوقرقاص والجزء الآخر يتبع الوحدة المحلية لمركز ومدينة ملوى، الأمر الذي يمثل غاية الصعوبة للمواطنين في التعامل مع الأجهزة الإدارية، وبسبب خطورة الممرات الجبلية تارة ومخاوف أولياء أمور الطلاب على أبنائهم تارة أخرى بدأ عدد كبير من أبناء العزب يتسربون من التعليم بموافقة ذويهم، حتى وصل عدد المتسربين في تلك العزب إلى أكثر من 1600 طالب، ومعظمهم من الطالبات، فقد قرر أولياء الأمور توقف بناتهن عن استكمال المراحل التعليمية، والاكتفاء فقط بالمرحلة الابتدائية خوفًا عليهن من التعرض لمخاطر الطرق.

وعلى جانب آخر، بدأ أهالي قرية "نجع التل" في توفير قطعة أرض مساحتها تتخطى الـ 300 متر لبناء مدرسة تخدم طلاب 3 عزب تمت معاينتها من كافة الأجهزة المعنية سواء أملاك الدولة والزراعة والوحدة المحلية وهيئة الأبنية التعليمية، إلا أنه لم يصدر قرار رسمى بالموافقة على إنشاء المدرسة حتى الآن.

ومن الجبال إلى الأموات من جنوب المنيا لشمالها، وتحديدًا داخل مركز العدوة حيث مدرسة زاوية برمشا الابتدائية الكائنة بقرية زاوية برمشا، والتي تستوعب أكثر من 800 طالب، وسط المقابر، وتقع وسط المقابر ما أدى إلى رفض عدد كبير من الطلاب الذهاب إليها مع بداية العام الدراسي خوفًا من الموتى

وقُبيل بدء ماراثون العام الدراسي الجديد أطل علينا طلاب المدرسة الثانوية المشتركة بالعدوة شمالى المنيا، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك – تويتر"، بصور تم التقاطها عن طريق هواتفهم المحمولة، تكشف وجود قطيع من الأغنام والحمير يتوسطها كلاب ضالة، ترعى داخل فناء وملعب المدرسة، الأمر الذي أجبر الشئون القانونية والتوجيه المالي والإداري بمديرية التربية والتعليم، والوحدة المحلية بإعداد مذكرة حول الواقعة وعلى إثرها فتحت النيابة الإدارية في مركز العدوة تحقيقا حول الواقعة.

وفى سياق متصل، تمتلك محافظة المنيا عددا لا بأس به من المدارس المؤجرة تزيد على 200 مدرسة موزعة على مراكزها التسع ومن بينهم مدرسة تم إنشاؤها عام 1865 أي ما يقارب من 150 عاما، ولم تجدد حتى الآن، فمدرسة "البنات ديرمواس" جنوبًا مكونة من طابقين، الطابق الأول به فصلين يستوعب أكثر من 72 طالبا والطابق الثانى به فصلين يستوعب ذات العدد.
الجريدة الرسمية