رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إلى متى يتخاذلون؟!


يحدونا أمل عريض أن تستيقظ ضمائر أثريائنا فيبادروا بمد يد العون للفقراء والمحتاجين، وليس أقل من أن يفعلوا مثل الذي فعله اللاعب الخلوق "محمد صلاح" خير سفير لمصر والعالم العربي والإسلامي في الغرب، لقد تبرع "صلاح" لمشروعات خيرية كثيرة آخرها معهد الأورام الذي ضربه الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا يرعى في أحدٍ إلاًّ ولا ذمة..


ولعل ما فعله "صلاح" لفتة طيبة من إنسان عانى شظف الحياة، لكنه يقدر قيمة بلده ويقدم من حين لآخر ما يثلج الصدور.. وكم نتمنى أن تصدر مثل تلك المبادرات الإنسانية من فنانين ولاعبين وإعلاميين مشاهير أو من أغنيائنا الذين لا أدرى إلى متى يتخاذلون رغم ما تمر به بلادنا من مرحلة حرجة.. فإذا لم يقفوا مع مصر في مثل تلك الظروف الحرجة ويردوا لها الجميل فمتى يفعلون؟!.

لقد آن الأوان أن يأخذوا هذا الأمر على محمل الجد.. أليست مصر هي التي منحتهم نعمة الثراء ورغد العيش، وجادت عليهم بكل هذا الخير الذي فيه ينعمون حتى صار البعض نوابًا برلمانيين والبعض وزراء أو لاعبين أو فنانين مشهورين.. ها هو الوطن في حاجة لدعمهم، فهل يمدون له أيديهم ويقفون خلفه أم يديرون له ظهورهم ويبخلون عليه ببعض ما عندهم؟!.

ما أجمل مقولة "بيل جيتس" و"بافت": "عندما نعطي نمنح الآخرين القدرة على العطاء".. فماذا تنتظرون.. أعيدوا النظر فيما يفعله رجال أعمال الغرب حتى تعرفوا حقيقة الرسالة الاجتماعية لرأس المال الخاص إن كنتم لا تعلمون.

ألم تروا كيف فرض الله زكاة الفطر على من يملك قوت يومه فقط حتى يدربهم على العطاء والإيثار والتخلص من شح النفس وحب التملك والاستحواذ.. هذه هي روح الأديان التي علينا أن نستلهمها حتى نحقق السعادة، ونحمي المجتمع من شرور الحقد والحرمان، ونضمن له التماسك وسلامة البنيان وحتى نحقق قول النبي الكريم.. "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".. هذا هو المجتمع السليم الذي يعرف كل فرد فيه واجبه فيؤديه قبل أن يطلب حقه ويسعى إليه.

Advertisements
الجريدة الرسمية