رئيس التحرير
عصام كامل

"دراجة لكل طالب" يثير ضجة في الجامعات.. بدء تطبيقه العام الدراسي المقبل.. وسيلة للانتقال داخل وخارج الجامعة.. طالب: يستغرق وقتًا.. أولياء الأمور بين مؤيد ومعارض.. وخبير تربوي: هناك مشكلات أخطر

دراجة - أرشيفية
دراجة - أرشيفية

أثار القرار الذي أصدره الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن الموافقة على التقرير المقدم من الدكتور محمد صبحي حسانين، نائب رئيس اتحاد طلاب الجامعات، حول المشروع القومي للدراجات، (دراجة لكل طالب)، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتباينت الآراء بين طلاب الجامعات وأولياء الأمور بين المؤيد والمعارض لذلك القرار.


فمن الجهة العلمية وإمكانية تطبيق ذلك المشروع على أرض الواقع، يرى البعض أنه صعب في ظل عدم وجود طرق ممهدة لتنفيذ ذلك، وفي ظل العادات والتقاليد التي تحكم مصر، فقد لا تتقبل بعض الأسر ركوب بناتها للدراجات. 

جاء القرار بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات على مقترح المشروع القومي للدراجات، وأنه جارٍ تشكيل لجنة متخصصة في كل جامعة؛ لتنفيذ هذا المشروع، بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي المصري للجامعات، وسيعرض هذا المشروع في الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي الشهر المقبل استعدادا لبدء تنفيذه في جميع الجامعات مع بداية العام الدراسي المقبل.

ولفت التقرير، المقدم من الدكتور محمد صبحي حسانين، نائب رئيس الاتحاد، إلى أن هذا المشروع يسمح بتوفير دراجات في الجامعات المصرية تكفي احتياجات قطاع كبير من الطلاب، والعاملين، وأعضاء هيئة التدريس، ومعاونيهم، بحيث تكون الدراجة وسيلة الانتقال داخل وخارج الجامعة.

وأشار التقرير إلى أن هذا المشروع يهدف إلى الحد من التلوث، ورفع مستوى اللياقة البدنية للطلاب والعاملين بالجامعة، فضلًا عن استخدامها في تنظيم سباقات رياضية بين الجامعات المصرية، والحفاظ على وقت الطلاب، والعاملين، وأعضاء هيئة التدريس أثناء تنقلهم إلى الأماكن المختلفة داخل الجامعة.

وأضاف التقرير أن المشروع يمثل أهمية كبيرة على المستوى الصحي، والرياضي، ويرفع كفاءة الطالب بشكل عام، وأن جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والمعاهد العليا مستهدفة بهذا المشروع.

وعلى أثر إطلاق هذا المشروع أثيرت ضجة على "فيس بوك"، بين طلاب الجامعات، فتساءل الطالب أحمد محمد حول إمكانية تطبيق القرار قائلا: "لما نروح من الجيزة للعباسية بالعجل هننزل من الفجر ولا إيه؟!".

بينما قالت الطالبة نورهان كمال: "أنا من أهل جامعة إسكندرية، هاروح من العامرية للشاطبي ازاي؟! وكمان مبعرفش اسوق عجل، وأنا في المواصلات باوصل في ساعة ما بالك العجلة بقا؟!".

كما علق عدد من أولياء الأمور على ذلك القرار، فقال حسن أحمد: أوافق، ليس في ذلك حرج، وتعتبر رياضة مفيدة للشخص، مؤكدا: البنت الملتزمة ستكون ملتزمة في أي مكان، وأي موقف تتعرض له، أما غير الملتزمة لو وضعت في حجرة بأربعة جدران ستظل غير ملتزمة.

فيما قالت هند مصطفى: "أوافق، لو احنا مش في مصر"، بينما رفضت سناء الحسيني، قائلة: "في المدن الجديدة توجد حارات للخدمات، ولا تسير فيها السيارات العادية، ودي مناسبة لركوب العجل، إنما في الشوارع العادية، ونتزاحم مع الباص والميكروباص ومعاكسات"؟!.

بينما رفضت منى زكي، وأوضحت أن سبب رفضها يرجع إلى عدم وجود طرق مناسبة لذلك، كما أنها تخشى على ابنتها أثناء ركوب العجلة من المضايقات أو محاولة البعض اعتراض طريقها بغرض سرقة العجلة، بجانب مخاطر الطريق من ميكروباصات وعربات سرعتهم جنونية.

فيما رفضت هبة عادل، وقالت: أرفض بسبب المتحرشين المتواجدين في الشارع، وأيضا لا يوجد أماكن سير للعجل، وأكيد مش هتمشي في وسط العربيات والميكروباصات بالعجلة، وكمان لا يوجد مكان نركن فيه العجلة وترجع تلاقيها، مؤكدة أنه لا يوجد غير كام جامعة في القاهرة هاتنزل قبل الموعد بثلاث ساعات عشان تنام في المحاضرات من الإرهاق.

وكان للدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، والخبير التربوي، اعتراض على ذلك القرار، وذلك بسبب ما تعانيه الجامعات من مشكلات أخرى ذات أهمية، بجانب وجود مشكلات بشوارع القاهرة والجيزة ذات الطبيعة الصاخبة.

وأشار مغيث إلى أن هناك مشكلات أكثر خطورة يعاني منها التعليم في مصر، وتحتاج إلى التركيز عليها، مثل توفير مقعد كريم لكل طالب، ومرتب إنساني لكل معلم، وتوفير عدد أسرَّة وأطباء، ونظام علاجي آمن للمواطنين.
الجريدة الرسمية