رئيس التحرير
عصام كامل

"فض المنازعات" الأفريقية تستمع لتقرير بشأن المهاجرين واللاجئين بالقارة

فيتو

استمعت لجنة التعاون والعلاقات الدولية وفض المنازعات بالبرلمان الأفريقي برئاسة عبدو بكار كون صديقى؛ خلال اجتماعها اليوم الإثنين بمقر مجلس النواب؛ إلى تقرير مسئول العلاقات الدولية في البرنامج الأوروبي في أفريقيا ماريان فان ديزين بشأن المهاجرين واللاجئين في أفريقيا.


وانتقدت ماريان حالة مراكز الاحتجاز للمهاجرين واللاجئين غير التابعة التابعة للأمم المتحدة؛ مشيرة إلى أن المراكز التابعة للأمم المتحدة قليلة مقارنة بما يحدث على الأرض.. ووصفت مراكز الاحتجاز غير الرسمية بأنها "مراكز استعباد" والتي تنشأ بتعاون خاطىء ما بين دول غربية ودول أفريقية غير مستقرة مثل ليبيا لا سيما بعد إعادة اللاجئين والمهاجرين وعدم قبولهم في دول أوروبية.

ولفتت إلى أن مسارات المهاجرين واللاجئين ولا سيما من إريتريا تولت وجهتها إلى ليبيا؛ محذرة من المخاطر التي يتعرض لها الأفارقة من قبل عصابات الإتجار بالبشر وعمليات الابتزاز وطلب الفدية بل وتعريض حياة المهاجرين للخطر.


رئيس "فض النزاع" بالبرلمان الأفريقي يطالب بتسهيل عمل البعثات الخارجية

وأضافت أن سياسات الاتحاد الأوروبي الرافضة لاستقبال المهاجرين زادت من عمليات التهريب وعمليات الابتزاز ودفع الفدية؛ لأنه مع تناقص الأعداد المسموح لها بدخول أوروبا وإعادة آخرين زاد عدد الموجودين في مراكز المحتجزين في ليبيا التي لا تخضع لإشراف ومتابعة الأمم المتحدة ولا سيطرة عليها إلا من المسئولين في ليبيا وجهات أخرى اجرامية.

ونبهت إلى أن التقديرات الرسمية المنظمات الدولية للمهاجرين الأفارقة ١١ ألف إريتري محتجز في ليبيا لم يسجل في إحصاءات الدولية سوى ألف منهم فقط؛ وأن مراكز الاحتجاز لهم سيئة ومات العديد من المهاجرين في البحر المتوسط نتيجة غياب عمليات الإنقاذ الإنساني التي تتعرض لمشكلات كبيرة؛ وأن العديد من المواطنين في أوروبا يتعرضون لمشكلات قانونية عندما يقدمون مساعدة للمهاجرين الذين هم ضحايا.

وأشارت إلى أن اللاجئين يتعرضون للاضطهاد والابتزاز ومساعدتهم أصبحت عملية بالغة الصعوبة؛ حيث يتعرضون للاستعباد وطلب الفدية وفى ليبيا في مركز احتجاز في "غربان" وصلت الفدية فيها إلى ٢٠ ألف دولار

الخارجية تطالب بتعزيز دور المرأة كوسيط لحل النزاعات في أفريقيا

وقدرت أعداد المهاجرين غير المنتظمين بمئات الآلاف وأن عشرات الآلاف يتعرضون لعمليات ابتزاز ويطلب منهم فدية؛ محذرة من الآثار الكبرى لمشكلة الاحتجاز؛ وكشفت عن مخاطبات من المنظمات الغربية الإنسانية تم إرسالها إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي تخص مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين والتي تخالف القانون الأوروبي والدولي.

ودعت ماريان الدول الأوروبية إلى التعاون لحل المشكلة وكذلك التعاون مع اللجنة الأفريقية لتوفير المعلومات الحقيقية عن المهاجرين واللاجئين الأفارقة والتواصل مع البرنامج الأوروبي لتكون صوتا للمهاجرين.

واتهم عدد من المشاركين في الاجتماع من البرلمانيين الأفارقة أوروبا بتعريض المهاجرين واللاجئين للخطر بإعادتهم إلى أماكن خطرة خرجوا منها وعدم استقبالهم رغم أن أفريقيا لها الفضل وهي مصدر الخيرات التي تستقبلها أوروبا؛ محذرين من سلوك العصابات الإجرامية التي تتاجر في البشر بتواطؤ من الغرب ونتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا حاليا.

وتساءل رئيس اللجنة "عبدو بكار" عن سبل التعاون مع المنظمة الأوروبية من أجل مساعدة اللاجئين والمهاجرين الأفارقة؛ مؤكدا ضرورة التواصل من أجل كشف الحقيقة ودفع التعاون بين الجانبين الأوروبي والأفريقي بهذا الملف، ولكننا نعلم أن مراكز الاحتجاز للمهاجرين يتم تمويلها أوروبيا؛ لافتا إلى أن الوضع صعب في ليبيا وأن لدى المنظمات الأوروبية لديها الموارد المالية وتمتلك العديد من السبل التي لانستطيع سلوكها.

وأعربت ماريان فان ديزين عن استعدادها للتعاون والعمل مع اللجنة. وشددت على ضرورة التعاون المشترك حفاظا على كرامة المواطن الأفريقي وأن التعاون لا بد أن يستند على الحفاظ على الأفريقي وتغيير العقلية والرؤية الأوروبية. لتغيير الواقع الحالي ونقدر حالة الصدمة لديكم.

وأقرت باستمرار المسارات القديمة للاتجار في البشر وأن الأرقام تبنى على حقائق استعمارية لم نتغلب على آثارها وأن تجارة الأعضاء قائمة وهناك دلائل عليها وأن تشكيل بعثة تقصي حقائق أصبحت ضرورية لاستخلاص حقائق على الأرض تخص هذه الظاهرة؛ وقالت: إنني أتفق معكم على الحصار الأمريكي، وبناء سور مع المكسيك عزز من عمل ونشاط شبكات التجارة في البشر فالأسوار تنعش تجارة البشر وأن هذه الاستراتيجية غير مجدية وزادت من عدد الضحايا والمختطفين.

ودعت إلى التفرقة ما بين المهاجر واللاجئ ودعت إلى ضرورة توفير الحماية للاجئين في ليبيا وحذرت من استمرار الابتزاز وإعادة اللاجئين والمهاجرين لبلادهم دون توفير الظروف الملائمة ؛ وقالت عندما تعيد منظمة الهجرة الدولية المهاجرين لبلدانهم فإنهم يعاودون مرة أخرى الهجرة منها لوجود ذات الأسباب المدافعة لذلك ولا بد من دعم سياسات "الحوكمة" في أفريقيا.

وفى نهاية الجلسة الثانية لاجتماعات اللجنة الأفريقية أعلن رئيسها "بكار صديقي" رفع على أن تعود للانعقاد بمقر مجلس النواب. في العاشرة من صباح غد الثلاثاء.
الجريدة الرسمية