رئيس التحرير
عصام كامل

"شللية" المنتخب


مائة مليون مصري مخصوم منهم اتحاد الكرة واللاعبون فقط كانوا يتوقعون خروج منتخب مصر من البطولة الأفريقية خروجا مخجلا ومع ذلك لأن العيد يأتى للمصريين على حين غرة وشهر رمضان يفاجئنا وكل المناسبات تأتى بغتة فقد فوجئ الجميع بالخروج المروع أمام جنوب أفريقيا، وكأننا كنا نتوقع معجزة في زمن اللا معجزات أو نتصور أن الحياة قيراط حظ ولا فدان شطارة، أو أن الفرق الأخرى ستتعاطف مع الجماهير ولن "تكسر بخاطرها"!!

منذ البداية والفريق المصري لا يستحق الصعود من أساسه وكل المؤشرات تؤكد أن لدينا مشكلة ترتبط بالمسابقة المحلية قبل أن ترتبط بمدير فنى متواضع الفكر والمنهج وقليل الحيلة أمام صولجان اتحاد الكرة.. كل ذلك نعرفه جيدا.. ونعرف أن معسكر فريقنا في كأس العالم مارس كل ألوان الفوضى ولم يلتزم مدربوه ولا لاعبوه ولا اتحاد الكرة وكان أشبه بناد ليلى مورست فيه كل صنوف البيع والشراء الرخيص.

لم نستفد مما حدث وظهر على الهواء مباشرة أن منتخبنا ومعسكره هذه المرة تسربت إليه نفس المأساة وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى فضيحة وردة ورفاقه ومع ذلك ولأول مرة في تاريخ منتخب الساجدين نبيع القيم لصالح الهزل فبعد أن طرد وردة من المنتخب عاد إليه مرة أخرى لنرسخ للأجيال الجديدة أن التحرش تحميه المؤسسات الرياضية في مصر وأن تمثيلك لوطنك لا يعنى أن تفرض على نفسك قيما مثالية أو أخلاقا نبيلة تليق بهذا الشرف.

والأكثر إثارة أن الجميع يعرف أن مصر لديها أفضل مدرب وطنى ومع ذلك يخشاه اتحاد الكرة المستقيل بسبب استقلال شخصيته وقدراته على الانفراد بالقرار.. حسام حسن لو تولى هذه المهمة بدلا من أجيري فإن قرار اختياراته لن يتدخل فيه أحد، ومع ذلك باع اتحاد الكرة الوهم للجماهير وفضل المدرب الأجنبي بكل ما يحمله من "سبوبة" وإمكانية إدارته بالريموت كنترول وهو ما يبرر وجود أسماء مهمة خارج المنتخب ووجود أسماء هزيلة المستوى في المنتخب.

إن لم نعالج الأسباب الحقيقية وإن لم ندخل في عمق الملف وإن تصورنا أن استقالة اتحاد الكرة أو اختزال القضية في المدير الفنى ومعاونيه سنكرر الهزيمة عشرات المرات.. اذ إن السؤال الأكثر إلحاحا هو: كيف نتخلص من الشلة ؟!!
الجريدة الرسمية