رئيس التحرير
عصام كامل

"أشمون الرمان" بالدقهلية.. قلعة صناعة السجاد اليدوي (فيديو)

فيتو

داخل منزل في قرية أشمون الرمان التابعة لمركز دكرنس في محافظة الدقهلية تجد خلية نحل من سيدات وفتيات يعملن بصناعة السجاد اليدوي على النول، وبين الأعمدة المشدودة لفرد السجاد والأخياط المتنوعة المستخدمة في الصناعة، وذلك بمؤسسة شيحة للأعمال الخيرية، وهي صناعة يدوية اتخذت منها سيدات وفتياة القرية وسيلة لمواجهة أعباء الحياة خاصة بعد أن لجأ بعضهن للاقتراض من جهاز شباب الخريجين للتوسع في العمل وسداد القرض أولا بأول.


وأكد محمد عبده الوصيف، المدير التنفيذي لجمعية شيحة للأعمال الخيرية ومصنع السجاد اليدوي، أن المؤسسة غير هادفة للربح وبدأت بمبادرة قرية خالية من فيروس سي بإجراء مسح شامل لأهالي القرية منذ أكثر من 15 عاما، وبعدها بدأ التفكير في استغلال المؤسسة لخدمة أهالي القرية وجاءت فكرة مصنع السجاد اليدوي لتعليم الفتياة والسيدات العمل على النول والخروج بسجاد يدوي يتم تسويقه للتصدي للبطالة، وبالفعل تم تخريج العديد من الفتيات والسيدات مدربين على الصناعة وقال: "لكنَّ دورنا ينتهي بتوفير المكان والنول والتعامل المالي للعميلات بالصناعة مع المسوقين لا دخل لنا به".

التقت "فيتو" إحدى السيدات التي تعمل داخل المؤسسسة لأكثر من 14 عاما وهي رحاب محمد محمود، 40 عاما، وقالت: " كنت من المحبين للعمل والتحقت للتعليم بالمؤسسة عقب افتتاحها بعام أي منذ 14 عاما. أتقنت المهنة وأصبحت كفيلة على أن أدرب الفتيات"، مؤكدة أن صناعة السجاد بالمؤسسة جاءت كمشروع خيري لخدمة فتيات وسيدات قرية أشمون بدكرنس، وأضافت أن الأجر يقدر وفقا لعدد الخطوط بالسجادة على أن يكون سعر تصنيع الخط بـ 6 جنيهات.

وقالت رحاب: إن السجادة تستغرق من الشخص الواحد مدة 6 أشهر ولو زاد عدد العاملين عليها يمكن إنجازها في 4 أشهر وفقا لساعات العمل على النول، مؤكدة أنها اتخذت من المشروع وسيلة لزيادة الدخل لمواجهة أعباء الحياة مع زوجها، خاصة وأن لديها من الأولاد "أشرف، 22 عاما، حاصل على دبلوم، وعبير، 17 عاما طالبة، بالصف الثاني الثانوي الفني، وتعمل معها في صناعة السجاد".

وأوضحت "رحاب" أن السجاد اليدوى يتوافد على شرائه جمهور معين نظرا لتكلفته العالية وفي الغالب يتم تصديره للخارج على حسب الأذواق، موضحة أن الكثير من العاملين بالمشروع استفادوا من قروض شباب الخريجين منذ 2017، وقالت: "نقوم بالسداد في المواعيد المحددة، وفكرت أخذ السجاد المنزل لاستغلال وقت فراغي في العمل ولكني وجدت أن الحضور بالمؤسسة أفضل لزيادة دخلي بالتوسع في ساعات العمل".

وقال مندور عوض أحمد، 76 عاما، موظف الشؤون الاجتماعية بالمعاش: "عملت في الجمعية منذ إنشائها ومتابع لصانعي السجاد اليدوي وأقوم بتجهيز الخيط وقص وتهذيب السجادة من الزوائد"، مؤكدا توافد العديد من الفتيات والسيدات للعمل في صناعة السجاد، وأضاف أنه تم توفير نول بأحجام صغيرة ومتنقلة تمكن الفتاة من التعلم عليه بالمنزل.

وقالت فاطمة محمد عبد السلام: إن أول مراحل السجاد "السدة" الأنسجة والسجادة الثقيلة تحتاج إلى 50 عقدة في الـ 10 سنتيمترات وأضافت: "نتقوم بتطبيق التصميم أو الرسمة للسجادة على النول بفرده وتثبيه وفقا للألوان المحددة في التصميم المعد من المصنع ووفقا لأذواق الجمهور".

وتابعت "فاطمة": "اعمل بالمؤسسة وعمري 14 عاما لعشقي العمل اليدوي، وتعلمت إلى أن أصبح لي نول مخصص أعمل عليه ووصلت لمرحلة أن أكون مدربة، وأناشد كل ربة منزل بالسعي للعمل"، مشيرة إلى أن أول مبلغ مالي قامت بتحصيلة من العمل كان 100 جنيه منذ 15 سنة ومثل لها المبلغ سعادة كبيرة لإحساسها بتقاضي الأجر مقابل العمل.

بالصور.. صناعة السجاد والكليم تصارع البقاء في الوادي الجديد

وأوضحت "فاطمة" أنها لديها 3 أولاد بمراحل تعليم مختلفة وهم جاد، طالب بالفرقة الثانية كلية الصيدلة، ومحمد، طالب بالثانوية العامة، ومحمود، طالب بالصف الأول الاعدادي، وقالت :"نتفنن في الخروج بذوق عال وملائم ومناسب لأذواق الجمهور وتنسيق الألوان، وهي صناعة تحتاج لمهارة وصبر وذوق عالٍ".

بالفيديو.. علي جمعة: تدريب 1200 من الغارمين على صناعة السجاد

ومن جانبها أكدت زينب الأمشاطي، رئيس جهاز شباب الخريجين بمحافظة الدقهلية: إنها تقدم كل الدعم للشباب الراغبين في العمل بتوفير قروض حسنة تسدد على مدار 5 سنوات بلا فوائد كمساعدة للشباب في توفير فرص عمل، مشيدة بعمل سيدات أشمون بصناعة السجاد اليدوي بمؤسسة شيحة للأعمال الخيرية، وحصولهن على قروض منذ عام 2017؛ حيث يقمن بالسداد أولا بأول.

حكاية نصف قرن.. حكاية «عم جمال» مع صناعة السجاد اليدوي بالإسكندرية (فيديو وصور)

وقالت الأمشاطي: إن مشروع شباب الخريجين ساعد الشباب في الدقهلية في الخروج للعمل تحت مسمى "مشروعك"، أي إن الشاب هو صاحب المشروع، خاصة وأن فكرة التمويل كانت تؤرق كل شاب يفكر في العمل، مشيرة إلى أن إجمالي القروض التي وفرها الجهاز للشباب تصل إلى 75 مليونا و182 ألف جنيه استفاد منها 10 آلاف و929 شابا.
الجريدة الرسمية