رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية نصف قرن.. حكاية «عم جمال» مع صناعة السجاد اليدوي بالإسكندرية (فيديو وصور)

فيتو

أنامل تلتف بالحرير والصوف، على أوتار من خيوط القطن المشدود على "أنوال" تمتزج فيها الألوان والخبرات، يجلس جمال الرشيدي ٦١ عاما والملقب "بشيخ الحرفيين"، أمام قطعة خشبية كبيرة تتشابك فيها الخيوط طولا وعرضا، بداخل ورشة لصناعة السجاد اليدوي، والكليم، والمشايات، والمعلقات الجدارية، ليعزف على الأوتار من الخيوط، ويغزل خيوط قطعته الفنية الجديدة


بدأ رحلته مع تعلم المهنة منذ الصغر، بعد أن أبدى رغبته في تعلم فنون المهنة خلال عدم استكمال تعليمه، ليلجأ إلى المصانع والورش، ليجلس أمام الصناع والحرفيين في المهنة، ليتعلم منهم الخبرات في تشكيل السجاد اليدوي، ليصبح مع مرور الوقت شيخا للحرفيين في صناعة السجاد اليدوي، قائلا: "تعلمت المهنة حبا في تعلمها وليست وراثة من والدى".

وقال: إن تصميم شكل السجادة جُزءًا مهما من صناعة السجاد اليدوي وهي الركيزة الأساسية في إخراج تصميم السجادة على الوجه المطلوب، حيث يتم رسمها يدويا لعمل التصاميم الأولية على ورقة للرسم البياني، كما يتم تحديد الألوان المراد استخدامها في السجادة، ويتم أرشفة التصاميم الأصلية ونسخها، وبمُجرّد اكتمال التصاميم يتم صباغة الأقمشة، أو الصوف بالألوان التي تم تحديدها في التصميم، قائلا: "صناعة السجاد اليدوى مهنة تحتاج إلى صبر وإتقان وخبرات وحب المهنة لابتكار أشكال جديدة منها".

وأكد، أن هناك اختلافا كبيرا بين صناعة السجاد اليدوى والجاهز، لأن صناعة ومراحل رسم السجاد تعد مهنة يدوية، تحتاج إلى جهد وإتقان، بالإضافة إلى استخدام الصانع إلى كافة حواسه، ومنها التفكير والتركيز الكامل، لإخراج رسم وشكل السجادة المطلوبة، أما الصناعة الجاهزة فهى تعتمد على المعدات الجاهزة منها الماكينات الحديثة، وهى لا تكلف الوقت والجهد، لافتا أن الماكينات الحديثة كان لها تأثير كبير على الأسواق من ارتفاع أسعار السجاد على الزبائن والتي منها الخامات الأساسية المستخدمة في صناعة السجاد وتأثيره على الصناعة اليدوية للسجاد، حتى وصل سعر المتر بالسجاد اليدوى إلى ٢٠٠٠ جنيه، أمام الجاهز وصل إلى ١٠٠٠ جنيه للمتر.

وأشار إلى أن السجاد اليدوي أفضل بكثير من المصنع لأن الأول يحتوي على خيوط من الصوف والقطن وغزل الغنم، على عكس الأخرى التي يدخل في صناعتها ألياف صناعية ومواد بلاستيكية ضارة.

وأوضح أن الخامات الأساسية التي تستخدم في صناعة السجاد، منها الخيوط مختلفة الألوان، ويتم استخراج شكل السجادة والألوان حسب احتياج الزبائن، بالإضافة إلى الخامات من الصوف الغنم، وهو بيتم الاعتماد بشكل كبير على شراءة في المواسم المحددة له، ومن ثم يتم وضعه في الماكينات ويضاف عليه مريوطى وهو يتم إعطاء للسجاد مرونة أفضل، مضيفا أن المهنة في طريقها إلى الانقراض بسبب عدم وجود أجيال جديدة لتعلم فنون المهنة والعمل بها، بل يلجأ الكثير إلى الصناعة الجاهزة والتي تعتمد على الماكينات الحديثة فقط دون إعطاء الخبرات في هذا المجال بالتحديد، قائلا "إلا أن المهنة لمن يحبها فقط ومن الصعب أن يدخل لها أحد من أجل العمل فقط بدون عشق".
الجريدة الرسمية